موجود، و ذلك عند عروض التشخص، و حاصلها أن[1]ما صدق هو عليه موجود).
لا خفاء في تباين المخلوطة[2]و المجردة، و أما المطلقة أعني المأخوذة لا بشرط شيء فأعم منهما
لصدقه عليهما ضرورة صدق المطلق على المقيد.
فإن قيل: المشروط بالشيء و اللامشروط[3]به متنافيان، فكيف يتصادقان؟.
قلنا: التنافي إنما هو بحسب المفهوم، بمعنى أن هذا المفهوم لا يكون
ذاك، و هو لا ينافي الاجتماع في الصدق، كالإنسان المشروط بالنطق، و الحيوان
اللامشروط به، و إنما التنافي في الصدق بين المشروط بالشيء، و المشروط بعدمه،
كالمخلوطة و المجردة، ثم لا نزاع في أن الماهية لا بشرط شيء موجودة في الخارج،
إلا أن المشهور أن ذلك مبني على كونها جزءا من المخلوطة الموجودة في الخارج، و ليس
بمستقيم لأن الموجود من الإنسان مثلا إنما هو زيد و عمرو و غيرهما من الأفراد، و
ليس في الخارج إنسان مطلق، و آخر مركب منه، و من الخصوصية هو الشخص، و إلا لما صدق
المطلق[4]عليه ضرورة امتناع صدق الجزء الخارجي المغاير، بحسب الوجود للكل، و
إنما التغاير و التمايز بين المطلق و المقيد في الذهن دون الخارج.
فلذا قلنا: إن[5]المطلق
موجود في الخارج لكونه نفس المقيد و محمولا عليه.