العمى معدوم و اجتماع الضدين ممتنع، مع أن الامتناع معدوم.
أي من وجوه إثبات الحال: إن الإيجاد ليس بموجود، و إلا احتاج إلى
إيجاد له محتاج إلى آخر، و هكذا إلى ما لا نهاية له، و لا معدوم، و إلا لما كان
الفاعل موجدا، لأنه بعد صدور المعلول عنه، لم يحصل له صفة، و كما لم يكن قبل
الصدور موجدا، فكذا بعده، لا يقال إيجاد عينه، لأنا نقول:
مثل هذا لا يصح في الأمور الموجودة، لأن ذلك إيجاد للمعلول، و هذا
إيجاد للوصف الذي هو إيجاد[1].
و الجواب:إنا نختار. أنه معدوم، و لا نسلم لزوم أن لا يكون الفاعل موجدا،
فإن صحة الحمل الإيجاب لا تنافي كون[2]الوصف،
الذي أخذ منه المحمول معدوما و ما في الخارج كما في قولنا: زيد أعمى في الخارج[3]،و اجتماع الضدين
ممتنع في الخارج، مع أن كلا من العمى و الامتناع معدوم في الخارج.
ذكر تفريعات المثبتين لشيئية المعدوم و الحال
(قال:و لهم على الأصلين[4]تفريعات[5]: مثل اتفاقهم على أن الذوات المتحققة في العدم غير متناهية[6]،و لا تأثير
للمؤثر فيها، و لا تباين بينها، و أنه يجوز القطع، بأن للعالم صانعا، متصفا
بالحياة و القدرة و العلم مع الشك في وجوده).