بخصوصياتها، و متشاركة في عموم كونها حالا، و ما به المشاركة غير
ما به الممايزة، فيلزم أن يكون للحال حال آخر[1]إلى غير النهاية. و دفعه الإمام بأن الحالية ليست صفة ثبوتية، حتى
يلزم أن يكون للحال حال آخر[2]و
ذلك لأنه لا معنى للحال إلا ما يكون موجودا، و لا معدوما و هو صفة سلبية فلا يكون
الاشتراك فيها اشتراكا في حال ليلزم تسلسل الأحوال.
و رده الحكيم المحقق، بأن الحال عندهم ليس سلبا محضا، بل هو وصف
ثابت للموجود، ليس بموجود و لا معدوم، و لهذا لم يجعلوا المستحيل حالا مع أنه ليس
بموجود و لا معدوم، فإذن[3]الحال
يشتمل عندهم على معنى غير سلب الوجود و العدم يختص بتلك الأمور التي يسمونها حالا،
و تشترك الأحوال فيه، و هي لا توصف بالتماثل و الاختلاف، لأن المثلين عندهم ذاتان
يفهم منهما معنى واحد، و المختلفان ذاتان لا يفهم منهما معنى واحد، و الحال ليس
بذات لأنها التي تدرك بالانفراد، و الحال لا تدرك بالانفراد، و المشترك ليس بمدرك
بالانفراد، حتى يحكم بأن المدرك[4]من
أحدهما هو المدرك من الآخر أو ليس ..
من أدلة إثبات الحال
(قال:الثالث: الإيجاد ليس بموجود، و إلا احتاج إلى إيجاد[5]آخر و تسلسل، و لا معدوم، و إلا لما كان الفاعل موجودا.
قلنا: عدم مبدأ المحمول لا يستلزم عدم الحمل، فزيد أعمى، مع أن
[4]الدرك هو اللحاق بالشيء و نيله، و
الشعور به، و علمه.
و الدرك عند «توماالاكويني» أولى عمليات العقل الثلاث، و هي التصور و الحكم و
الاستدلال، و يسمى بإدراك الفرد، و هو تصور بسيط، أو علم أول غير مصحوب بتصديق
بخلاف المفهوم. فهو علم مركب.