اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 181
ذكر ما نورده من إجابة الدعاء في رجب:
نذكر الحديث مختصراً، و هو
انّ رجلا مرّ برجل أعمى مقعد، فقال: اما كان هذا يسأل اللّه تعالى العافية، فقيل
له: اما تعرف هذا؟ هذا الذي بهّله بريق[1]-
و كان اسم- بريق عياضاً- فقال: ادع لي عياضاً، فدعاه، فقال: حدّثني حديث بني
الضّيعاء، قال:
انّه حديث جاهليّة و انّه
لا أردت لك به في الإسلام، فقال: ذاك أحرى أن تحدّثنا، قال: انّ بني الضّيعاء
كانوا عشرة و كانت أختهم تحتي، فأرادوا أن ينزعوها منّي، فنشدتهم اللّه تعالى و
القرابة و الرحم، فأبوا الّا ان ينزعوها منّي، فأمهلتهم حتّى دخل رجب مضر[2] شهر اللّه الحرام[3]، فقلت: اللهم أدعوك دعاءها
جاهداً على بني الضيعاء، فاترك واحداً كسيراً الرّجل و دعه قاعداً أعمى ذا قيد،
يعني القائد.
أقول: و رأيت في رواية
أخرى عوض: اللّهم، يا رب.
قال: فهلكوا جميعاً ليس
هذا[4]، فقال: باللّه ما رأيت كاليوم
حديثاً أعجب، فقال رجل من القوم: أ فلا أحدّثك بأعجب من هذا؟ قال: حدّث حتّى تسمع
القوم.
قال: انّي كنت من حيّ من
احياء العرب فماتوا كلّهم، فأصبت مواريثهم، فانتجعت[5]
حيّاً من احياء العرب يقال لهم: بنو مؤمّل، كنت بهم زمانا طويلا، ثمّ انّهم أرادوا
أخذ مالي، فناشدتهم اللّه تعالى، فأبوا الّا ان ينتزعوا مالي، و قد كان رجل منهم
يقال له: رباح، فقال يا بني مؤمل جاركم و خفيركم[6]
لا ينبغي لكم أخذ ماله، قال:
فأخذوا مالي، فأمهلتهم حتى
دخل رجب مضر شهر اللّه الحرام، فقلت:
[1] بهله: لعنه.
[2] في خطبة النبي صلّىاللّه عليه و آله في حجة الوداع: «. ان عدة الشهور عند اللّه اثنى عشر شهراً، منهاأربعة حرم: ثلاثة متوالية و رجب مضر الذي بين جمادى و شعبان» و ذلك للاحتراز منرجب ربيعة لأنها كانت تحرم رمضان و تسميه رجباً، فبين عليه السلام انه رجب مضرالذي بين جمادى و شعبان، لا رجب ربيعة الذي يقع بعد شعبان.
[3] في جميع المواضع:المحرم (خ ل).
[4] ليس هذا يعنى غيرهذا.
[5] انتجع الكلا: طلبهفي موضعه، انتجع فلاناً، طلب معروفه و جواره.
[6] خفره: اجاره و منعهو حماه و آمنه، الخفير: يطلق على المجير و المجار، المراد هنا المجار.الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 181