اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 180
بيمينه، و بيّض وجهه، و جعل اللّه بينه و بين النّار سبع خنادق[1].
ذكر صلاة أخرى في ليلة من
رجب:
عن النبي صلّى اللّه
عليه و آله قال: من قرأ في ليلة من شهر رجب
«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائة مرة في ركعتين،
فكأنّها صام مائة سنة في سبيل اللّه، و أعطاه اللّه مائة قصر في جوار نبي من
الأنبياء عليهم السلام[2].
و اعلم انّ الّذي تجده في
كتابنا هذا من فضل صلوات في ليالي رجب و ليالي شعبان و فضل صوم كل يوم من هذين
الشهرين و تعظيم الثواب و الإحسان بكلّه مشروط بالإخلاص، و من جملة إخلاص أهل
الاختصاص الّا يكون قصدك بهذا العمل مجرد هذا الثواب بل تعبّد به ربّ الأرباب،
لأنّه أهل لعبادة ذوي الألباب، و هذه عقبة صعبة تبعد السلامة منها.
و منها: ان لا تعجبك نفسك
بعمل و لا تتّكل على عملك، فإنّك إذا فكرت فيما عمل اللّه جلّ جلاله معك قبل ان
يخلقك من عمارة الدّنيا لمصلحتك، و قد خلق آدم عليه السلام إلى زمان عبادتك، و ما
تحتاج ان يعمله جلّ جلاله معك في دوام آخرتك، رأيت عملك لا محلّ له بالنسبة إلى
عمله جلّ جلاله معك.
و إذا وجدت في كتابنا انّ
من عمل كذا فله مثل عمل الأنبياء و الأوصياء و الشهداء و الملائكة عليهم السلام،
فلعلّ ذلك انّه يكون مثل عمل أحدهم[3]، إذا عمل هذا الّذي يعمله دون
سائر أعمالهم، أو يكون له تأويل آخر على قدر ضعف حالك و قوّة حالهم.
فلا تطمع نفسك بما لا يليق
بالإنصاف و لا تبلغ بها ما لا يصحّ لها من الأوصاف، و لا تستكثر اللّه جلّ جلاله
شيئاً من العبادات، فحقّه أعظم من ان يؤدّيه أحد، و لو بلغ غايات و يقع الطاعات لك
دونه جلّ جلاله في الحياة بعد الممات.
[1] عنه وسائل الشيعة 8: 95، البحار 98: 381.
[2] عنه وسائل الشيعة 8:95، البحار 98: 381.
[3] أحدها (خ ل).الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 3 صفحة : 180