responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 117

و آله فرجاً ابداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح اللَّه لامّة محمد رجلًا[1] منّا أهل البيت، يشير بالتقى و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرّشى، و اللَّه انّي لا عرفه باسمه و اسم أبيه، ثمّ يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال و الشّامتين، القائم العادل الحافظ لما استودع يملأها قسطاً و عدلا كما ملأها الفجار جوراً و ظلما.

- ثم ذكر تمام الحديث.

أقول: و من حيث انقرض ملك بني العباس لم أجد و لا أسمع برجل من أهل البيت يشير بالتّقي و يعمل بالهدي و لا يأخذ في حكمه الرشا، كما قد تفضّل اللَّه به علينا باطناً و ظاهراً، و غلب ظنّي أو عرفت انّ ذلك إشارة إلينا و إنعام، فقلت ما معناه:

يا اللَّه ان كان هذا الرجل المشار إليه أنا فلا تمنعني من صوم هذا يوم ثالث عشر ربيع الأول، على عادتك و رحمتك في المنع ممّا تريد منعي منه و إطلاقي فيما تريد تمكيني منه، فوجدت إذنا و أمراً بصوم هذا اليوم و قد تضاحى نهاره، فصمته.

و قلت في معناه: يا اللَّه ان كنت انا المشار إليه فلا تمنعني من صلاة الشكر و أدعيتها، فقمت فلم امنع بل وجدت لشي‌ء مأمور فصلّيتها و دعوت بأدعيتها، و قد رجوت ان يكون اللَّه تعالى برحمته قد شرّفني بذكري في الكتب السالفة على لسان الصادق عليه السلام.

فانّنا قبل الولاية على العلويين كنّا في تلك الصفات مجتهدين، و بعد الولاية على العلويين زدنا في الاجتهاد في هذه الصفات و السّيرة فيهم بالتقوى و المشورة بها و العمل معهم بالهدي، و ترك الرّشى قديماً و حديثاً، لا يخفى ذلك على من عرفنا، و لم يتمكّن أحد في هذه الدولة القاهرة من العترة الطاهرة، كما تمكّنا نحن من صدقاتها المتواترة و استجلاب الأدعية الباهرة و الفرامين المتضمّنة لعدلها و رحمتها المتظاهرة.

و قد وعدت انّ كلّ سنة أكون متمكّنا على عادتي من عبادتي اعمل فيه ما يهديني اللَّه إليه من الشكر و سعادة دنياي و آخرتي، و كذلك ينبغي ان تعمله ذريّتي، فإنّهم‌


[1] برجل (خ ل).الإقبال بالأعمال الحسنة
اسم الکتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 3  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست