فلذلك و غيره جعلنا ابتداء
هذه الصلاة أول يوم من رجب.
فصل فيما نذكره مما يختم
به شهر رجب
اعلم أننا كنا قد ذكرنا في
أول ليلة من رجب و أول يوم منه طرفا من حرمة هذا الشهر و الحماء الذي جعله الله جل
جلاله مما لا يسهل على العارف به الخروج عنه و أنت إن كنت مسلما تجد فرقا بين
الدخول في حرم الملوك و حماهم لرعاياهم و بين الخروج عن الحمى و الحرم الذي شرفهم
به و حفظهم بسببه و وقاهم و قد عرفت أن [هذا] مذ تخرج عن هذا شهر رجب الذي هو آخر
أشهر الحرم العظيم الشأن فتكون قد خرجت من حرم الحمى و الأمان فكن خائفا أن تخرج
منه إخراج من أعرض صاحب الحمى عنه أو إخراج المنفي المطرود أو المهجور المصدود و
اطلب من رحمة مالك الوجود و صاحب الجود أن يجعل لك من ذخائر مراحمه و مكارمه حمى
حرما تسكن بعد شهر رجب في خفارة معالمه و مواسمه و مراسمه إلى أن تظفر بشهر موصوف
بصفات مثاله فتأوي إلى حمإ ظله و فضله و اجمع ما عملت بلسان الحال و أعرضه على يد
من تكون ضيفه من أهل الإقبال و توجه إليه بالله جل جلاله العظيم لديه و بكل عزيز
عليه أن يتم نقصان أعمالك و آمالك و تعرضها بيد توسله و توصله في دوام إقبالك و
إجابة سؤالك.
الباب التاسع فيما نذكره
من فضل شهر شعبان و فوائده و كمال موائده و موارده
و فيه فصول
فصل فيما نذكره من فضله
بالمعقول و المنقول
و اعلم أن شهر شعبان شهر
عظيم الشأن
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 682