اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 2 صفحة : 681
و الآفات و العاهات و ليخلصهم من أخطارها و يطفي عنهم لهب نارها و
يغسل عن وجوههم دنس عارها و يبلغ بهم من غايات السعادات [السعادة] ما كانوا قاصرين
عنها و بعيدين منها فيما مضى من الأوقات فينبغي أن يكون الاعتراف للمرسل و الرسول
ص بقدر هذا الإنعام الذي لا يبلغ وصفي إليه و أن يكونوا في هذا اليوم متباشرين و
شاكرين و ذاكرين لمناقبه و ناشرين و باعثين إلى بين يديه من الهدايا التي كان هو
أصلها و فرعها إلى كل من وصلت إليه بحسب ما يقدرون عليه فقوم يظهرون نبوته و دولته
مما يشينها من المآثم و القبائح و قوم يعظمون رسالته بزيادة العمل الصالح و قوم
ينزهون سمعه الشريف أن يبلغه عنهم ما يبعده منهم و قوم يكرمون نظره المقدس أن يطلع
على ما يكره صدوره عنهم و قوم يصلون المندوبات و يهدونها إليه و قوم يبالغون في
الصلاة و الثناء عليه و قوم يذكرون الله جل جلاله بما يوقعهم له من الأذكار و
يهدونها إلى باب رسولهم ص الساكن بها [في] دار القرار و قوم يتعبدون بحسب ما
يقدرون و يهدون ذلك و يرون أنهم مقصرون و يكون هذا اليوم عند الجميع يجمع ما خلصهم
به من كل أمر فظيع و بحسب ما اصطنع معهم من جليل الصنيع و يختمونه بالتأسف على
[من] فواته و التلهف كيف لم يكن مستمرا لهم في سعاداته و طاعاته و يسألون العفو
عن التقصير و لو عملوا [علموا] مهما عملوا ما قاموا و ما عرفوا مقدار هذا اليوم
العظيم الكبير.
فصل فيما نذكره من عمل
الليلة الثامنة و العشرين من رجب