responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 627

العبادات و الأسرار في الليل و النهار المقتضية لنعيم دار القرار فلا تكن عن الخير نواما و لا لنفسك يوم القيامة لواما و إذا لم نذكر إسنادا لكلها فسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات أنه من بلغه أعمال صالحة و عمل بها فإنه يظفر بفضلها و قد قدمناها في أول المهمات و إنما أعددناها هاهنا في المراقبات.

فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّنَا رُوِّينَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ فِيمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى صَفْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَلَغَهُ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْخَيْرِ فَعَمِلَ بِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ يَقُلْهُ.

أقول: و من ذلك.

مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ ره مِنْ كِتَابِ الْكَافِي فِي بَابِ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عَمَلٍ وَ صَنَعَهُ [فصنعه‌] فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ سَمِعَ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ عَلَى شَيْ‌ءٍ وَ صَنَعَهُ [فصنعه‌] كَانَ لَهُ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا بَلَغَهُ‌ وَ وَجَدْنَا هَذَا الْحَدِيثَ فِي أَصْلِ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ره عَنِ الصَّادِقِ ع‌

وَ مِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ فَقَالَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ‌ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى عَمَلٍ فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذَلِكَ الثَّوَابَ أُوتِيَهُ [يؤتاه‌] وَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَهُ.

أقول و هذا فضل من الله جل جلاله و كرم ما كان في الحساب إنك تعمل عملا لم ينزله في الكتاب و لم يأمر الله جل جلاله رسوله أن يبلغه إليك فتسلم أن يكون خطر ذلك العمل عليك و تصير من سعادتك [سعاداتك‌] في دنياك و آخرتك فاعلم أن هذا له مدخل في صفات الإسعاد و الإرفاد فكيف لا يكون من صفات رحمته و جوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان و من كلما وصل إلى أهل ملكته فهو زائد في مملكته و تعظيم دولته و لقد رويت و رأيت أخبارا لابن الفرات الوزير و غيره أنهم زور عليهم جماعة رقاعا بالعطايا فعلموا أنها زور عليهم و أطلقوا ما وقع في التزوير و هي من الأحاديث المشهورة عند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذا المكان و قد جاءت شريعتنا المعظمة بنحو هذه المساعي المكرمة و ذاك أن حكم الشريعة المحمدية أنه لو التقى صف المسلمين في الحرب بصف الكافرين فتكلم واحد من أهل الإسلام كلمة اعتقدها كافر أنه قد أمنه بذلك الكلام لكان ذلك للكافر أمانا من القتل و درعا له من دروع السلامة و الفضل‌

و قد تناصر ورود الروايات‌ ادرءوا الحدود بالشبهات.

فكن فيما نورده عاملا على اليقين بالظفر و معترفا بحق محمد ص سيد البشر.

فصل فيما نذكر من فضل أول ليلة من شهر رجب بالمعقول من الأدب‌

فنقول قد عرفت أن الحديث المتظاهر و العمل المتناصر اتفقا على أن هذه أول ليلة من شهر رجب من الليالي الأربع التي تحيي بالعبادات و المراقبات لعالم الخفيات و من فضل هذه الليلة أن الإنسان لما خرج شهر محرم عنه و كأنه قد فارق الأمان الذي جعله الله جل جلاله بالأشهر الحرم و أخذ ذلك الأمان منه فإذا دخلت أول ليلة من شهر رجب المقبل عليه فقد أنعم الله جل جلاله عليه بالأمان الذي ذهب منه و أدخله في الحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بين الخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرقاب و مفارقة ما جعلوه أمانا عند خوف العتاب أو العقاب و بين الدخول في التشريف بالمقام في معاينة الثواب فليكن الإنسان معترفا لله جل جلاله في أول ليلة من شهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب و متمسكا بقوة هذا السبب و اعلم أنه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضت في الجاهلية و الإسلام ترك الحروب و السكون عن الفعل الحرام فكيف يحتمل هذه الشهور أن يقع محاربة بين العبد و مالكه في شي‌ء من الأمور و كيف يعظم [تعظيم‌] وقوع المحارم [المكارم‌] بين عبد و عبد مثله و لا يعظم أضعاف ذلك بين العبد و بين مالك أمره كله فالحذر الحذر من التهوين بالله في هذه الأوقات المحرمة و أن يهتك العبد شيئا من شهورها المعظمة.

فصل فيما نذكره من عمل أول ليلة من رجب بالمنقول‌

فَمِنْ ذَلِكَ الدُّعَاءِ عِنْدَ هِلَالِ رَجَبٍ وَجَدْنَاهُ فِي كُتُبِ الدَّعَوَاتِ مَرْوِيٌّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‌ اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ‌

اسم الکتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 2  صفحة : 627
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست