responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 292

لأنا نقول: لما حصل التعارض بين دلائلنا و دلائلكم، فلا بد من التوفيق. و طريقه: أن قولهم: نظرته بمعنى انتظرته، انما يقال فى انتظار مجى‌ء الانسان بنفسه، أما اذا كان منتظر الرفد أو المعونة. فقد يقال فيه: نظرت إليه. و منه قولهم: انما نظرى الى اللّه، ثم أليك.

فهذا مجموع البحث فى هذه المسألة اللفظية.

و اعلم: أن الأقرب أن يقال: الأصل فى قول القائل: نظرت أليك: تقليب الحدقة نحوه. ثم قد يستعمل فى الرؤية، من حيث ان تقليب الحدقة سبب للرؤية، و يستعمل أيضا فى الانتظار، من حيث ان تقليب الحدقة سبب للانتظار، فان من انتظر شيئا فانه يقلب الحدقة نحو الجهة التى ينتظر المقصود منها.

فهذا ما عندى فى هذا البحث اللفظى.

الفصل الخامس فى اقامة الدلالة على أن المؤمنين يرون اللّه تعالى يوم القيامة

و يدل عليه وجوه:

الحجة الأولى: قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ [القيامة 22- 23] فنقول: النظر ان كان هو الرؤية، فالمطلوب حاصل. و ان كان عبارة عن تقليب الحدقة الى جهة المرئى، فنقول: هذا فى حق اللّه تعالى محال، فوجب حمل لفظة النظر على الرؤية اطلاقا للفظ السبب على المسبب، فان النظر سبب للرؤية، و لأن المقصود من تقليب الحدقة انما هو الرؤية.

فان قيل: لا نسلم أنه حصل فى هذه الآية لفظ النظر مقرونا بحرف الى. و قوله‌ إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ فلا نسلم ان الى هاهنا من حروف الجر، بل هو عندنا اسم. و بيانه من وجهين:

اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست