responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 239

المحسوس إليهما. و لما كانت القوة السامعة تميز بين جهة وجهة، علمنا أنها تدرك الأصوات حيث وجدت الأصوات.

فهذا هو الكلام الملخص‌ [4] فى حقيقة السمع و البصر.

الفصل الثانى فى بيان أنه تعالى موصوف بالسمع و البصر

و الدليل عليه: هو أن السمع و البصر من صفات الكمال، و ضدهما من صفات النقصان. و القرآن وارد باثباتهما للّه تعالى. قال اللّه تعالى:

إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى‌ [5] و قال ابراهيم لأبيه: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ؟ [6] و قال اللّه تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ، وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [7] و اذا كانت النصوص الكثيرة واردة بذلك، وجب اثباتهما للّه تعالى. الا أن يقيم الخصم دلالة على أن ثبوت هاتين الحالتين مشروط بشرط ممتنع التحقق فى حق اللّه تعالى، فيجب المصير الى التأويل. و تكون الدلالة اشارة الى المعارضة، و من ادعاها كان عليه البيان. هذا هو الّذي يعول عليه فى هذا الباب‌

و احتج جمهور الأصحاب:

بأنه تعالى حي، و كل حي فانه يصح أن يكون موصوفا بالسمع و البصر، و كل من صح أن يكون موصوفا بصفة، وجب أن يكون موصوفا بتلك الصفة أو بضدها. و ضد السمع و البصر هو الصمم و العمى. فثبت: أنه لا بد و أن يكون البارى تعالى موصوفا بالسمع و البصر، أو بالصمم و العمى. و هذان الوصفان من‌


[4] المختصر: ب‌
[5] طه 46
[6] مريم 42
[7] الأنعام 103
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست