اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 181
الحجر هابطا بالطبع، و
النار صاعدة بالطبع. و توقف صدور الفعل عن القادر على المرجح، يقتضي بأن لا يبقى
بين الموجب و بين المختار فرق البتة. و كل نظرى أفضى الى الفساد الضرورى كان
باطلا. فعلمنا:
أنه لا بد من الاعتراف بأن
صدور الفعل عن القادر، لا يتوقف على المرجح. فهذا منتهى البحث فى هذا الباب.
و أما الجواب عن السؤال
الثانى:
فهو أنه ليس القادر عبارة
عن الّذي عند اختيار الفعل يتصور منه اختيار الترك، فان ذلك يجرى مجرى[5] الجمع بين الضدين. و هو محال. بل
القادر هو الّذي يتصور منه اختيار الترك، بدلا عن اختيار الفعل. و بالعكس. و هذا
المعنى معقول فى حق اللّه تعالى، فكان قادرا.
لا يقال: نفرض الكلام فى الشيء الّذي تعلقت ارادته و قدرته فى الأزل بايجاده
فى لا يزال. فنقول: لا حال من الأحوال يشار إليه، الا و يمتنع من اللّه تعالى فى
ذلك الوقت أن لا يوجد ذلك الفعل. اذ لو لم يوجد، لا نقطع ذلك التعلق المستمر من
الأزل الى ذلك الوقت. و ذلك يقتضي تغير صفات اللّه تعالى، و زوال ذلك التعلق
القديم. و كل ذلك محال. و اذا كان كذلك، فلا حال يشار إليه الا و يجب عقلا كونه
تعالى موجدا لذلك الفعل فى ذلك الوقت الخاص، و يمتنع أن لا يكون مؤثرا فيه. فهذا
يكون موجبا لا قادرا.
لأنا نقول: الصلاحية الأصلية كانت حاصلة. و هذا القدر يكفى فى الفرق بين الموجب
و المختار.
و أما الجواب عن السؤال
الثالث:
فهو ان تعلق العلم بوقوع الفعل
فى ذلك الزمان المعين، تبع لوقوع الفعل فى ذلك الزمان المعين،