responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

موجود لا يكون ممكنا لذاته، كان واجبا لذاته. فثبت بهذا البرهان:

وجوب انتهاء جميع الممكنات الى موجود واجب لذاته. و هو المطلوب.

البرهان الثانى: لما ثبت أن ذلك المجموع ممكن لذاته. و كل ممكن لذاته فله مؤثر. فلذلك المجموع مؤثر. و المؤثر فى ذلك المجموع اما أن يكون هو نفس ذلك المجموع، أو شي‌ء من الأمور الداخلة عليه.

أو شي‌ء من الأمور الخارجة عنه. لا جائز أن يكون المؤثر فى ذلك المجموع هو نفس ذلك المجموع، لامتناع كون الشي‌ء مؤثرا فى نفسه.

و لا جائز أن يكون المؤثر فيه شيئا من الأمور الداخلة فيه، لأن كل ما كان مؤثرا فى وجود مركب، وجب كونه مؤثرا فى جميع أفراد ذلك المركب. و ذلك الفرد الّذي جعلناه علة لذلك المركب، لما كان أحد أفراد ذلك المركب، لزم كونه علة لنفسه. و لزم كونه علة لعلة نفسه.

و الأول باطل، لامتناع كون الشي‌ء علة لنفسه. و الثانى باطل، لامتناع الدور. و لما بطل أن تكون علة ذلك المجموع نفسه، أو فردا من الأفراد الداخلة فيه، وجب أن تكون علته أمرا خارجا عنه. و الخارج عن مجموع الممكنات بالذات، لا يكون ممكنا لذاته. و كل موجود لا يكون ممكنا لذاته، وجب أن يكون واجبا لذاته. فثبت: وجوب انتهاء جميع الممكنات الى موجود واجب لذاته. و هو المطلوب.

البرهان الثالث: لو تسلسلت الأسباب و المسببات لا الى نهاية، فعلى هذا التقدير: الأثر الأخير موجود، الا أن الخصم يقول:

المؤثر الأول غير موجود.

فلنأخذ من هذا الأثر الأخير- لا الى بداية- جملة واحدة.

و لنأخذ أيضا من المرتبة الخامسة من مراتب الآثار- لا الى بداية- جملة أخرى، فلا بد و أن تكون الجملة الأولى أزيد من الجملة الثانية بأربع مراتب. ثم لنطبق هذا الطرف الأخير من جانب الآثار على الطرف الأخير من هاتين الجملتين. و معنى هذا التطبيق أن الأول من هذه‌

اسم الکتاب : الأربعين في أصول الدين المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست