اسم الکتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين الجزء : 1 صفحة : 83
و
النوعية، و ما المتوسطات بين الطرفين فمما ليس بيانه على المنطقي و إن تكلفه تكلف فضولا
بل إنما يجب عليه أن يعلم أن هاهنا جنسا عاليا أو أجناسا عالية هي أجناس الأجناس، و
أنواعا سافلة هي أنواع الأنواع، و أشياء متوسطة هي أجناس لما دونها و أنواع لما فوقها،
و أن لكل واحد منها في مرتبة خواص أقول: يريد أن معرفة مواد الأجناس و الأنواع بأعيانها
ليست من هذا العلم لأنها المعقولات الأولى، و هذا العلم يبحث عن المعقولات الثانية
فالمنطقي من حيث هو منطقي لا ينظر فيها، و أما النظر في أن لكل واحد من العالية و المتوسطة
و السافلة في مرتبة خواص فإنما يلزمه لأن العلوم البرهانية إنما تبحث عن تلك الخواص،
و هي الأعراض الذاتية المذكورة.
قوله:
و
أما أن يتعاطى النظر في كمية أجناس الأجناس و ماهيتها دون المتوسطة و السافلة كان ذلك
مهم و هذا غير مهم فخروج عن الواجب و كثيرا ما ألهم الأذهان زيغا عن الجادة أقول: يعترض
على سائر المنطقيين فإن مقدمهم الذي هو المعلم الأول افتتح تعليمه بذكر المقولات العشر
التي هي أجناس الأجناس و أشار إلى معانيها و خواصها على الوجه المشهور الذي يليق بالمبتدئين
في كتابه المسمى بقاطيغورياس، و جعلها شبيه مصادرة لهذا العلم لا جزءا منه، و تبعه
الجمهور في ذلك بل زادوا في بياناتها عليه، و لا شك في أن النظر في ذلك ليس من المباحث
المنطقية إلا أن الحكم بأن النظر فيها يجري مجرى النظر في الأجناس المتوسطة و السافلة
من كونه مهما أو غير مهم في هذا العلم خروج عن الإنصاف، فإن المنطقي إنما يحتاج في
استعمال قوانينه لاقتناص
اسم الکتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين الجزء : 1 صفحة : 83