اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 139
فيه،
و قد يظهر له الغلط في ذلك حتى أنّه ينتقل عن اعتقاد شيء إلى ضدّه، و يجزم به، مع
استحالة الجمع [1] بين الجزمين.
و
إذا جاز ذلك في غير البديهيات- مع كونها جازمة- كالجزم في البديهيّات؛ فكذلك في البديهيّات.
الخامس:
[2] هو أنّ كلّ صاحب مذهب قد يدّعى البديهة بأمور يكذبه المخالفون له فيها؛ و ذلك قادح
في البديهيّات: كمن يدعى العلم البديهى بحسن الشكر، و قبح الكفران، و كون العبد خالقا
لأفعال/ نفسه، و أنّ كل [3] ما لا يكون متحيزا و لا حالا [3] في المتحيز فليس بموجود.
و أن الأجسام باقية، و أن إعادة المعدوم ممتنعة، إلى غير ذلك.
الشبهة
الثانية: أنّ المطلوب بالنّظر: إمّا أن يكون معلوما من كل وجه، أو مجهولا من كل وجه،
أو معلوما من وجه، و مجهولا من وجه.
فإن
كان معلوما من كل وجه: فلا حاجة إلى طلبه؛ فإنّ تحصيل الحاصل محال.
و
إن كان مجهولا من كل وجه: فلا يقع في النفس طلبه. و بتقدير الطلب، قد لا يعلم أنّ ما
ظفر به هو مطلوبه، أم لا؟
و
إن كان الثالث: فإما أن يكون مطلوبا من جهة ما علم؛ أو من جهة ما جهل، و كل واحد من
الأمرين ممتنع؛ لما سبق.
الشبهة
الثالثة: هو أنّ القول بصحة النظر: إما أن يكون معلوما، أو مجهولا [4].
فإن
كان معلوما: فإما أن يكون بديهيا، أو نظريا؛ لاستحالة كونه محسوسا.
لا
جائز أن يكون بديهيا: و إلا لما خالف فيه جمع كثير من العقلاء. و إن كان نظريا:
فيلزم
منه توقف صحة النّظر على صحّة النّظر؛ لأنّ العلم بصحة الطريق المفضى إلى المطلوب؛
متقدّم على العلم بصحة المطلوب؛ و فيه توقف [5] العلم بصحّة النّظر على العلم بصحّة
النّظر، و تقدّم الشّيء على نفسه؛ و هو محال.
[1]
في ب (مع). [2]
ساقط من ب. [3]
في ب (ما يكون متحيزا أو حالا). [4]
في ب (أو غير معلوم). [5]
في ب (تقدم).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 139