responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 316

أردت به الخلق و الإيجاد فقد بينا بطلانه و أن الأفعال مستندة إلينا، و إن عنى به الإلزام لم يصح إلا في الواجب خاصة، و إن عنى به أنه تعالى بينها و كتبها و أعلم أنهم سيفعلونها فهو صحيح لأنه تعالى قد كتب ذلك أجمع في اللوح المحفوظ و بينه لملائكته و هذا المعنى الأخير هو المتعين للإجماع على وجوب الرضا بقضاء الله تعالى و قدره و لا يجوز الرضا بالكفر و غيره من القبائح و لا ينفعهم الاعتذار بوجوب الرضا به من حيث إنه فعله تعالى و عدم الرضا به من حيث الكسب لبطلان الكسب أولا و ثانيا فلأنا نقول إن كان كون الكفر كسبا بقضائه تعالى و قدره وجب الرضا به من حيث هو كسب و هو خلاف قولكم و إن لم يكن بقضاء و قدر بطل استناد الكائنات بأجمعها إلى القضاء و القدر.
و اعلم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و سلامه قد بين معنى القضاء و القدر و شرحهما شرحا وافيا في حديث الأصبغ بن نباتة لما انصرف من صفين فإنه قام إليه شيخ فقال له أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام أ كان بقضاء الله تعالى و قدره فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما وطئنا موطئا و لا هبطنا واديا و لا علونا تلعة إلا بقضاء و قدر فقال له الشيخ عند الله احتسب عنائي ما أرى لي من الأجر شيئا فقال له مه أيها الشيخ بل عظم الله أجركم في مسيركم و أنتم سائرون و في منصرفكم و أنتم منصرفون و لم تكونوا في شي‌ء من حالاتكم مكرهين و لا إليها مضطرين فقال الشيخ كيف و القضاء و القدر ساقانا فقال ويحك لعلك ظننت قضاء لازما و قدرا حتما لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب و الوعد و الوعيد و الأمر و النهي و لم تأت لائمة من الله لمذنب و لا محمدة لمحسن و لم يكن المحسن أولى بالمدح من المسي‌ء و لا المسي‌ء أولى بالذم من المحسن تلك مقالة عبدة الأوثان و جنود الشيطان و شهود الزور و أهل العمى عن الصواب و هم قدرية هذه الأمة و مجوسها إن الله تعالى أمر تخييرا و نهى تحذيرا و كلف يسيرا لم يعص مغلوبا و لم يطع مكرها و لم يرسل الرسل عبثا و لم يخلق السموات و الأرض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار فقال الشيخ و ما القضاء و القدر اللذان ما سرنا إلا بهما فقال هو الأمر من الله تعالى و الحكم و تلا قوله تعالى وَ قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ فنهض الشيخ مسرورا و هو يقول:
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست