responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 253

إلى الفاعل بالإرادة و غيره و ذلك لأن الإرادة إن كانت لنفس فعل الفاعل من نفسه فهي عبارة عن صفة تقتضي تخصيصه بالإيجاد دون غيره مما عداه من الأفعال في وقت خاص دون غيره من سائر الأوقات، و إن كانت لفعل الغير فإنها لا تؤخذ بهذا المعنى.
قال: و قد تتعلقان بذاتيهما بخلاف الشهوة و النفرة.
أقول: الإرادة قد تراد و الكراهة قد تكره و هذا حكم ظاهر لكن الإرادة المتعلقة بالإرادة ليست هي الإرادة المتعلقة بالفعل لأن اختلاف المتعلقات يقتضي اختلاف المتعلقات أما الشهوة و النفرة فلا يصح تعلقهما بذاتيهما فالشهوة لا تشتهي و كذلك النفرة لا ينفر عنها لأن الشهوة و النفرة إنما تتعلقان بالمدرك لا بمعنى أنه يجب أن يكون موجودا فقد تتعلق الشهوة و النفرة بالمعدوم و هما غير مدركين.
قال: فهذه الكيفيات تفتقر إلى الحياة و هي صفة تقتضي الحس و الحركة مشروطة باعتدال المزاج عندنا.
أقول: هذه الكيفيات النفسانية التي ذكرها مشروطة بالحياة و هو ظاهر ثم فسر الحياة بأنها صفة تقتضي الحس و الحركة و زادها إيضاحا بقوله مشروطة باعتدال المزاج ثم قيد ذلك بقوله عندنا ليخرج عنه حياة واجب الوجود فإنها غير مشروطة باعتدال المزاج و لا تقتضي الحس و الحركة.
قال: فلا بد من البنية.
أقول: هذا نتيجة ما تقدم من اشتراط الحياة باعتدال المزاج فإن ذلك إنما يتحقق مع البنية و هذا ظاهر و الأشاعرة أنكروا ذلك و جوزوا وجود حياة في محل غير منقسم بانفراده و هو ظاهر البطلان.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست