اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 237
معنى قائما بالنفس و هو مذهب الأوائل و أبي هاشم و قال أبو علي إنه معنى يضاد العلم و اختاره البلخي لتجدده بعد أن لم يكن و هو خطأ لعدم اتحاد المتعلق الذي هو شرط في تضاد المتعلقات.
قال: و قد يصح تعلق كل من الاعتقاد و العلم بنفسه و بالآخر فيتغاير الاعتبار لا الصور.
أقول: اعلم أن العلم و الاعتقاد من قبيل النسب و الإضافات يصح تعلقهما بجميع الأشياء حتى بأنفسهما فيصح تعلق الاعتقاد بالاعتقاد و بالعلم و كذا العلم يتعلق بنفسه و بالاعتقاد إذا عرفت هذا فإذا تعلق العلم بنفسه وجب تعدد الاعتبار إذ العلم كان آلة ينظر به و باعتبار تعلق العلم به يصير شيئا منظورا فيه و كون الشيء معلوما مغاير لاعتبار كونه علما فلا بد من تغاير الاعتبار أما الصور فلا و إلا لزم وجود صور لا تتناهى بالنسبة إلى معلوم واحد لأن العلم بالشيء لا ينفك عن العلم بالعلم بذلك الشيء عند اعتبار المعتبرين (و اعلم) أن العلم بالعلم علم بكيفية و هيئة للعالم يقتضي النسبة إلى معلوم ذلك العلم و ليس علما بالمعلوم كما ذهب إليه الجبائيان.
قال: و الجهل بمعنى يقابلهما و آخر قسم لأحدهما.
أقول: اعلم أن الجهل يقال على معنيين بسيط و مركب فالبسيط هو عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالما و بهذا المعنى يقابل العلم و الاعتقاد مقابلة العدم و الملكة، و المركب هو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه و هو قسم للاعتقاد إذ الاعتقاد جنس للجهل و غيره و يسمى الأول بسيطا نظرا إلى عدم تركبه و الثاني مركبا لتركبه من اعتقاد و عدم مطابقة.
قال: و الظن ترجيح أحد الطرفين و هو غير اعتقاد الرجحان.
أقول: الظن ترجيح أحد الطرفين أعني طرف الوجود و طرف العدم ترجيحا غير مانع من النقيض و لا بد من هذا القيد ليخرج الاعتقاد الجازم.
و اعلم أن رجحان الاعتقاد مغاير لاعتقاد الرجحان لأن الأول ظن لا غير و الثاني قد
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 237