responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 205

قوله و يعرض ثاني القسمين فيهما لأولهما.
قال: و في حصول المنافي و عدم الشرط دلالة على انتفاء الضدية.
أقول: يريد أن الكم لا تضاد فيه و الدليل عليه وجهان: أحدهما أن المنافي للضدية حاصل فلا تكون الضدية موجودة، بيانه أن أنواع الكم المنفصل يتقوم بعضها ببعض فأحد النوعين إما مقوم لصاحبه أو متقوم به و يستحيل تقوم أحد الضدين بالآخر. و أما المتصل فلأن أحد النوعين إما قابل للآخر كالسطح للخط و الجسم للسطح أو مقبول له كالعكس و الضد لا يكون قابلا لضده و لا مقبولا له فحصول التقويم و القابلية المنافيان للضدية يقتضي انتفاء الضدية.
الثاني أن الشرط في التضاد مفقود في الكم فلا تضاد فيه. بيانه أن للتضاد شرطين أحدهما اتحاد الموضوع، الثاني أن يكون بينهما غاية التباعد و هما منتفيان هنا أما عدم اتحاد الموضوع في العدد فلأنه ليس لشي‌ء من العددين موضوع قريب مشترك، و كذا المتصل فإن الجسم الطبيعي معروض للتعليمي و للسطح بواسطة التعليمي و كذا للخط بواسطة السطح، و أما عدم كونهما في غاية التباعد فلأنه لا مقدار يوجد إلا و يمكن أن يفرض ما هو أكبر منه أو أصغر فلا غاية في التباعد و كذا العدد.
قال: و يوصف بالزيادة و الكثرة و مقابليهما دون الشدة و مقابلها.
أقول: الكم بأنواعه يوصف بأن بعضا منه زائد على بعض آخر فإن الستة أزيد من الثلاثة و كذا الخط الذي طوله عشرة أزيد من الذي طوله خمسة فيصدق عليه وصف الزيادة و مقابلها أعني النقصان لأن الزائد إنما يعقل بالقياس إلى الناقص. و كذا يوصف بالكثرة و القلة و يمتنع اتصافه بالشدة و الضعف و بيانه ظاهر فإنه لا يعقل أن خطا أشد من خط آخر في الخطية، و لا ثلاثة أشد من ثلاثة أخرى في الثلاثية. و الفرق بين الكثرة و الشدة ظاهر، و كذا بين الزيادة و الشدة فإن الكثرة و الزيادة إنما تتحققان بالنسبة إلى أصل موجود لا يتغير فصله بسبب الزيادة و لا حقيقته بخلاف الشدة.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست