responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 187

بالعارض هنا التعقل، و قوله استغناء المعروض، عنى به النفس التي يعرض لها التعقل قال: و لانتفاء التبعية.
أقول: الذي فهمناه من هذا الكلام أن هذا وجه آخر دال على تجرد النفس و تقريره أن القوة المنطبعة في الجسم تضعف بضعف ذلك الجسم الذي هو شرط فيها و النفس بالضد من ذلك فإنها حال ضعف الجسم كما في وقت الشيخوخة تقوى و تكثر تعقلاتها فلو كانت جسمانية لضعفت بضعف محلها و ليس كذلك فلما انتفت تبعية النفس للجسم في حال ضعفه دل ذلك على أنها ليست جسمانية.
قال: و لحصول الضد.
أقول: هذا وجه سابع يدل على تجرد النفس و تقريره أن القوة الجسمانية مع توارد الأفعال عليها و كثرتها تضعف و تكل لأنها تنفعل عنها و لهذا فإن من نظر طويلا إلى قرص الشمس لا يدرك في الحال غيرها إدراكا تاما و القوى النفسانية بالضد من ذلك فإن عند تكثر التعقلات تقوى و تزداد فالحاصل عند كثرة الأفعال هو ضد ما يحصل للقوة الجسمانية عند كثرة الأفعال فهذا ما خطر لنا في معنى قوله- رحمه الله- و لحصول الضد.
المسألة السادسة في أن النفس البشرية متحدة بالنوع‌
قال: و دخولها تحت حد واحد يقتضي وحدتها.
أقول: اختلف الناس في ذلك فذهب الأكثر إلى أن النفوس البشرية متحدة بالنوع متكثرة بالشخص و هو مذهب أرسطاطاليس. و ذهب جماعة من القدماء إلى أنها مختلفة بالنوع و احتج المصنف- رحمه الله- على وحدتها بأنها يشملها حد واحد و الأمور المختلفة يستحيل اجتماعها تحت حد واحد.
و عندي في هذا نظر فإن التحديد ليس لجزئيات النفس حتى يلزم ما ذكره بل لمفهوم‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست