responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 186

الأعداد غير المتناهية و قد بينا أن القوة الجسمانية لا تقوى على ما لا يتناهى فتكون مجردة و فيه نظر لأن التعقل قبول لا فعل و قبول ما لا يتناهى للجسمانيات ممكن.
قال: و لحصول عارضها بالنسبة إلى ما يعقل محلا منقطعا.
أقول: هذا هو الوجه الرابع و تقريره أن النفس لو حلت جسما من قلب أو دماغ لكانت دائمة التعقل له أو كانت لا تعقله البتة و التالي باطل بقسميه فكذا المقدم بيان الشرطية أن القوة العاقلة إذا حلت في قلب أو دماغ لم يخل إما أن تكفي صورة ذلك المحل في التعقل أو لا تكفي فإن كفت لزم حصول التعقل دائما لدوام تلك الصورة للمحل، و إن لم تكف لم تعقله البتة لاستحالة أن يكون تعقلها مشروطا بحصول صورة أخرى لمحلها فيها و إلا لزم اجتماع المثلين و أما بطلان التالي فظاهر لأن النفس تعقل القلب و الدماغ في وقت دون وقت.
و لنرجع إلى ألفاظ الكتاب فقوله- رحمه الله- و لحصول عارضها يعني بالعارض التعقل.
قوله بالنسبة إلى ما يعقل محلا منقطعا، أي و لحصول العارض و هو التعقل بالنسبة إلى ما يعقل محلا من قلب أو دماغ حصولا منقطعا لا دائما.
قال: و لاستلزام استغناء العارض استغناء المعروض.
أقول: هذا وجه خامس يدل على تجرد النفس العاقلة و تقريره: أن النفس تستغني في عارضها و هو التعقل عن المحل فتكون في ذاتها مستغنية عنه لأن استغناء العارض يستلزم استغناء المعروض لأن العارض محتاج إلى المعروض فلو كان المعروض محتاجا إلى شي‌ء لكان العارض أولى بالاحتياج إليه فإذا استغنى العارض وجب استغناء المعروض.
و بيان استغناء التعقل عن المحل أن النفس تدرك ذاتها لذاتها لا لآلة و كذا تدرك آلتها و تدرك إدراكها لذاتها و لآلتها كل ذلك من غير آلة متوسطة بينها و بين هذه المدركات فإذن هي مستغنية في إدراكها لذاتها و لآلتها و لإدراكها عن الآلة فتكون في ذاتها مستغنية عن الآلة أيضا فقوله- رحمه الله- و لاستلزام استغناء العارض، عنى‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست