responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 151

كل العوارض فإما أن لا يحل في شي‌ء من الأمكنة و هو محال، أو يحل في الجميع و هو أيضا باطل بالضرورة، أو يحل في البعض فيكون ذلك البعض طبيعيا و لهذا إذا أخرج عن مكانه عاد إليه و إنما يرجع إليه على أقرب الطرق و هو الاستقامة.
قال: فلو تعدد انتفى.
أقول: يريد أن يبين أن المكان الطبيعي واحد لأنه لو كان لجسم واحد مكانان طبيعيان لكان إذا حصل في أحدهما كان تاركا للثاني بالطبع و كذا بالعكس فلا يكون واحد منهما طبيعيا له فلهذا قال فلو تعدد يعني الطبيعي انتفى و لم يكن له مكان طبيعي.
قال: و مكان المركب مكان الغالب أو ما اتفق وجوده فيه.
أقول: المركب إن تركب من جوهرين فإن تساويا و تمانعا وقف في الوسط بينهما و إلا تفرقا و إن غلب أحدهما كان مكانه مكان الغالب، و إن تركب من ثلاثة و غلب أحدها كان مكانه مكان الغالب و إلا كان في الوسط، و إن تركب من أربعة متساوية حصل في الوسط أو ما اتفق وجوده فيه و إن غلب أحدها كان في مكانه و لا استمرار للمعتدل لسرعة انفعاله بالأمور الغريبة.
قال: و كذا الشكل و الطبيعي منه الكرة.
أقول: قيل في تعريف الشكل أنه ما أحاط به حد واحد أو حدود و في التحقيق أنه من الكيفيات المختصة بالكميات و هو هيئة إحاطة الحد الواحد أو الحدود بالجسم و هو طبيعي و قسري لأن كل جسم متناه على ما يأتي و كل متناه مشكل بالضرورة فإذا فرض خاليا عن جميع العوارض لم يكن له بد من شكل فيكون طبيعيا و لما كانت الطبيعة واحدة لم تقتض أمورا مختلفة و لا شكل أبسط من الاستدارة فيكون الشكل الطبيعي هو المستدير و باقي الأشكال قسري.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست