responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 152

المسألة التاسعة في تحقيق ماهية المكان‌
قال: و المعقول من الأول البعد فإن الأمارات تساعد عليه.
أقول: الأول يعني به المكان لأنه قد تبين أن الجسم يقتضي بطبعه شيئين المكان و الشكل و لما كان الشكل ظاهرا و كان طبيعيا ذكره بعقب المكان ثم عاد إلى تحقيق ماهية المكان و قد اختلف الناس فيه و الذي عليه المحققون أمران أحدهما البعد المساوي لبعد المتمكن و هذا مذهب أفلاطون.
و الثاني السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي و هو مذهب أرسطو و أبي علي بن سينا.
و قد اختار المصنف الأول و هو اختيار أبي البركات و مذهب المتكلمين قريب منه و الدليل على ما اختاره المصنف أن المعقول من المكان إنما هو البعد فإنا إذا فرضنا الكوز خاليا من الماء تصورنا الأبعاد التي يحيط بها جرم الكوز بحيث إذا ملئ ماء شغلها الماء بجملتها، و الأمارات المشهورة في المكان من قولهم إنه ما يتمكن المتمكن فيه و يستقر عليه و يساويه و ما يوصف بالخلو و الامتلاء يساعد على أن المكان هو البعد.
قال: و اعلم أن البعد منه ملاق للمادة و هو الحال في الجسم و يمانع مساويه، و منه مفارق تحل فيه الأجسام و يلاقيها بجملتها و يداخلها بحيث ينطبق على بعد المتمكن و يتحد به و لا امتناع لخلوه عن المادة.
أقول: لما فرغ من بيان ماهية المكان شرع في الجواب عن شبهة مقدرة تورد على كون المكان بعدا و هي أن المكان لو كان هو البعد لزم اجتماع البعدين و التالي محال فالمقدم مثله بيان الشرطية أن المتمكن له بعد فإن بقيا معا لزم الاجتماع و الاتحاد إذ لا يزيد بعد الحاوي عند حلول المحوي، و إن عدم أحدهما كان المعدوم حالا في الموجود أو بالعكس‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست