responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 4  صفحة : 139
..........

_______________________________

وأمّا الصورة الثانية: كما إذا استند التجفيف في مقدار نصفه إلى الإشراق وفي النصف الآخر إلى النار أو الهواء، فقد يقال فيها بكفاية التجفيف أيضاً، بدعوى أن المعتبر حسبما يستفاد من الأخبار استناد الجفاف إلى الشمس وهو حاصل في فرض الاشتراك، وأما عدم استناده إلى غير الشمس فهو مما لم يقم عليه دليل ولا يستفاد من الأخبار.
و يؤيد ذلك بموثقة عمار لما ورد فيها من قوله: «فأصابته الشمس ثم يبس الموضع» لإطلاق اليبوسة فيها وعدم تقييدها بكونها مستندة إلى الشمس فحسب فمع الاشتراك يصدق أن الأرض مما أصابته الشمس ثم يبست، هذا.
و لا يخفى أن موثقة عمار وإن كانت مطلقة من تلك الجهة إلّا أنه على خلاف الإجماع القطعي عندنا، لصدقها على ما إذا أصابت الشمس شيئاً في زمان ولم يحصل معها الجفاف ولكنه حصل بعد مدة كيوم أو أقل أو أكثر، لبداهة صدق أن الشي‌ء أصابته الشمس ثم يبس حينئذ، مع أنه غير موجب للطهارة من غير نكير، فسوء التعبير مستند إلى عمار، وعلى أيّ حال لا يمكن الاعتماد على إطلاق الموثقة، وعليه فلا بد من ملاحظة أنه هل هناك دليل على لزوم استقلال الشمس في التجفيف وعدم استناده إلى غيرها أو لا دليل عليه؟ فنقول إن قوله(عليه السلام)في صحيحة زرارة: «إذا جففته الشمس فصل عليه فهو طاهر» يقتضي بظاهره لزوم استناد التجفيف إلى الشمس باستقلالها، وذلك لأن الجفاف عن رطوبة لا يعقل فيه التعدّد والتكرار، لأنه أي الجفاف عرض غير قابل للتعدّد عن رطوبة واحدة، وإذا أُسند مثله إلى شي‌ء فظاهره أنه مستند إليه بالاستقلال، لأنه لو كان مستنداً إلى شيئين أو أكثر كالشمس والنار ونحوهما لم يصح إسناده إلى أحدهما، لأنه مستند إلى المجموع على الفرض ولا يعقل فيه التعدّد، فاذا استند إلى شي‌ء واحد كما في الخبر حيث أُسند فيه إلى الشمس فحسب كان ظاهراً في الاستناد بالاستقلال، وليست اليبوسة كأكل زيد ونحوه مما لا ظهور له في نفي صدور الفعل عن غيره، لوضوح أن قولنا: أكل زيد لا ظهور له في عدم صدور الأكل من عمرو مثلاً، والسر فيه أن الأكل في نفسه أمر قابل للتعدد والتكرار، فيمكن أن يستند
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 4  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست