responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 3  صفحة : 41
..........

_______________________________

أهل الذمّة والمجوس، فقال: لا تأكلوا في آنيتهم ولا من طعامهم الذي يطبخون، ولا في آنيتهم التي يشربون فيها الخمر»{1}و هذه الرواية صحيحة سنداً إلّا أنها قاصرة الدلالة على المدعى فان دلالتها على طهارة أهل الكتاب أظهر من دلالتها على نجاستهم، وذلك لأنّ الحكم بنجاستهم يستلزم الحكم بالتجنب عن جميع الأواني المضافة إليهم حتى الآنية التي يشربون فيها الماء، ولا وجه معه لتقييد الآنية بما يشربون فيه الخمر ولا لتقييد طعامهم بما يطبخونه، فمن تقييد الآنية والطعام بما عرفت يظهر عدم نجاسة أهل الكتاب. والنهي عن الأكل في آنيتهم التي يشربون فيها الخمر مستند إلى نجاسة الآنية بملاقاتها الخمر، وأما النهي عن أكل طعامهم المطبوخ فيحتمل فيه وجهان: أحدهما: أن أهل الكتاب يأكلون لحم الخنزير وشحمه والمطبوخ من الطعام لا يخلو عن اللحم والشحم عادة، فطعامهم المطبوخ لا يعرى عن لحم الخنزير وشحمه.
و ثانيهما: أن آنيتهم من قدر وغيره يتنجس بمثل طبخ لحم الخنزير أو وضع شي‌ء آخر من النجاسات فيها لعدم اجتنابهم عن النجاسات، ومن الظاهر أنها بعد ما تنجست لا يرد عليها غسل مطهر على الوجه الشرعي لأنهم في تنظيفها يكتفون بمجرد إزالة قذارتها وهي لا تكفي في طهارتها شرعاً، وعليه يتنجس ما طبخ فيها بملاقاتها ومن هنا نهى(عليه السلام)عن أكل طعامهم الذي يطبخونه. ويمكن أن يكون هناك وجه آخر لنهيه(عليه السلام)و نحن لا ندركه.
و منها: حسنة الكاهلي قال: «سألت أبا عبد اللََّه(عليه السلام)عن قوم مسلمين يأكلون وحضرهم رجل مجوسي أ يدعونه إلى طعامهم؟ فقال: أما أنا فلا أؤاكل المجوسي، وأكره أن أحرّم عليكم شيئاً تصنعون في بلادكم»{2}و لا يخفى عدم دلالتها على نجاسة المجوس، وهو(عليه السلام)إنما ترك المؤاكلة معه لعلوّ مقامه، وعدم‌

{1}الوسائل 3: 518/ أبواب النجاسات ب 72 ح 2، وص 419 ب 14 ح 1، وكذا في 24: 210/ أبواب الأطعمة المحرّمة ب 54 ح 3.

{2}الوسائل 3: 419/ أبواب النجاسات ب 14 ح 2.

اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 3  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست