responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 467

إيذاء النفس وإدماء الجسد مرغوب عنه مذموم، سيّما من الأعاظم وأرباب العزائم، والحجّة عجّل الله فرجه يقول في زيارة الناحية: «فلأندبنّك صباحاً ومساءً، ولابكينَّ عليك بدل الدموع دماً»[1].

وقد سبقه إلى ذلك جدّه زين العابدين(عليه السلام)، ففي بعض روايات المجلسي على ما يعلق ببالي من زمن متقادم أنّ زين العابدين كان أحياناً إذا قدّم إليه قدح فيه ماء بكى حتّى يملاؤه دماً[2].

وعلى هذه الوتيرة فاسحب وجر سائر الأعمال التي يؤتى بها بقصد الحزن والتوجّع لفاجعة الطفّ، وأنّها لعمر الله باب الرحمة الواسعة، وسفينة النجاة من كلّ هلكة. ومَن ذا يقدر على سدّ باب رحمة الله، أو يقطع أعظم الذرائع والوسائل إلى الله؟!

ولكن رغبتي إلى إخواني المؤمنين ووصيّتي إليهم ومسألتي منهم أمران:

الأوّل: تنزيه تلك المواكب المقدّسة من كلّ ما يشينها ويدنّسها، ممّا يوجب إلقاح الفتنة والفساد من المقابلة والتفاخر وحبّ الغلبة وتفوّق قبيل على قبيل، وأمثال ذلك من الأخلاق الذميمة.

فإنّ تلك الأعمال أعمال إلهيّة، ولها غايات روحية، فلا تدعو للشيطان سبيلاً إلى إحباط أجرها ومحو أثرها وغاياتها.

الثاني: وهو أهم وأعظم، ألا وهو المحافظة على اتّفاق الكلمة، ونبذ الخلاف والتفرّق، ولتكونوا يداً في حفظ هذه الجامعة المقدّسة التي أوشكت أن تنحل


[1] المزار: ٥٠١، زيارة أخرى في يوم عاشوراء صدرت على الناحية.

[2] بحار الأنوار ٤٦: ١٠٦، حديث ١، الباب السادس (حزنه وبكائه على أبيه)، نقلاً عن مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٣: ٣٠٣، باب إمامة علي بن الحسين(عليه السلام). وفي كلا المصدرين يملأها «دمعاً» لا «دماً».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست