responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 419

غيرها ممّا لابدّ منه.

إنّ المطلوب من المسلمين إزالة التعصّب المذهبي فيما بينهم، لا ترك الرسوم المذهبيّة عندهم، وشتان بين الأمرين، ومن اختلاطهما وقع الاشتباه، التعصّب المذهبي مظهر وقوع الشقاق بين المسلمين شقاقاً مذهبياً، ويقابله التساهل المذهبي المقتضي لإطلاق الحريّة لكلّ ذي مذهب من المسلمين أن يأتي بمراسم مذهبه بلا استياء ولا منازعة من أرباب المذهب الآخر، لا ترك الرسوم المذهبيّة. وثمرة هذا التساهل علوّ الإسلام باتّجاه كلمة المسلمين. وأين هذا من كون الفوارق المذهبيّة مفرّقة؟!

نعم، لو كانت تلك الفوارق توجب إخلال الجعفريّة بالواجب عليهم من رفع منار الإسلام، أو أنّها توجب تهجين المراسم المذهبيّة للفرق الأخرى، لكان حقّاً لها أن تتعصّب وتعتصب أمامها، ولكنّها ـ مع كونها همجيّة كما يقولون[1] ـ لا تمسّ كرامة المذاهب بشيء ولا توجب الإخلال بأيّ واجب.

لقد مرّت أزمنة عديدة والجعفريّة فيها يدعون في مآتمهم ومواكبهم إلى توحيد كلمة المسلمين، فما وجه دعواهم هذه ياترى في تلك الحال إذا كانت المواكب هي المفرّقة فيما بينهم؟!


[1] هذا ردّ على كلام السيّد محمّد مهدي الموسوي القزويني في رسالته «صولة الحقّ على جولة الباطل». (المطبوعة ضمن هذه المجموعة) ١: ١٩١ ونصّ عبارته هو:

«و أمّا الضرب بالسيوف والقامات على الرؤوس فمحرّم; لما شاهدناه وشاهده غيرنا من موت جماعة منهم في كلّ سنة; لكثرة نزف الدم. ولو قطعنا النظر عن هذه الجهة، فهو فعل همجي وحشي مثل الضرب بسلسلة من الحديد، ولم يرد دليل شرعي على تجويزها، وما من سيرة يستند إليها فيها، بل هي بنظر أرباب العقول والمعرفة أفعال ما فيها من ثمرة في التعزية».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست