responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 420

أجل، إنّها فوارق مذهبيّة لا مفرّقة لجماعتهم الملتئمة، فهذه الكلمة[1] إمّا بذر للتفرقة، أو وهم واشتباه.

وإذا شئت أن أريك التعصّب المذهبي ملموساً باليد، فتأمّل في ما أنقله لك عن المقريزي في خططه في الصفحة ٣٨٥ من الجزء الثاني منه، فإنّه بعد أن ذكر أنّ الملوك العلويين بمصر كانوا يتّخذون يوم عاشوراء يوم حزن تتعطّل فيه الأسواق، قال: «فلمّا زالت الدولة اتّخذ الملوك من بني أيّوب يوم عاشوراء يوم سرور، يوسّعون فيه على عيالهم، ويتبسّطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات، ويتّخذون الأواني الجديدة، ويكتحلون، ويدخلون الحمام، جرياً على عادة أهل الشام التي سنّها لهم الحجّاج في أيّام عبدالملك بن مروان، ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، الذين يتّخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين بن علي(عليه السلام)، لأنّه قتل فيه». انتهى.

فيا أيّها الرامز إلى التفرقة في كلامه، والمريد للتأليف حسب الظنّ بمرامه، إن كنت تجد أعمال الجعفريّة مهجّنة للرسوم المذهبيّة لغيرهم من فرق المسلمين فلك الحقّ في الاستياء منها، وإن لم تكن كذلك ـ كما هو الواقع ـ فماذا يضرّك منها، وما هو سبب الاستياء من إقامتها؟!

لو أنّ في طوائف المسلمين من لا يوالي الحسين(عليه السلام) ولا يقدّرشرفه ولا مظلوميّته ولا قربه من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، لكان حقّه أن يستاء من إقامة تذكاراته، لكنّه سلام الله عليه ممّن يشترك في ولائه جميع المسلمين، وعلى جميعهم الحقّ في إظهار مظلوميّته والنوح عليه تقرّباً إلى جدّه صاحب الشفاعة الكبرى(صلى الله عليه وآله وسلم)، فكيف


[1] أي كلمة جريدة الأوقات العراقية في عددها ١٦٦١ التي نقلت كلام السيّد محمّد مهدي الموسوي القزويني.

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست