responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 350

يتعب نفسه باللطم لغير الله سبحانه، فإنّه لوكان للّه لما حصل ما ذكر»[1].

وأنت لا يخفى عليك أنّ اتّفاق وقوع المحرّم فيه لايجعله لطماً لغير اللّه، كما أنّ كونه للّه لاينافي حصول ما ذكر بضرب من الاتّفاق، وإنّما الضارّ بالإخلاص كون المحرّم أمراً غير طاعة الله جلّ شأنه.

ثمّ قال في الصحيفة المذكورة: «ناهيك بما يصدر من جدال وضرب وتقاتل بين أهل اللطم وغيرهم من جهلة فرق المسلمين، فتكثر القتلى والجرحى من الفريقين، وجميعها ناشئة من سخافة العقل وشدّة الجهل، ولقد صدر الكثير من هذه الفتن، وحتى في العام الماضي[2] صدر شيء منها في بغداد، فقتل من قتل وحبس من حبس»[3].

أقول: انظر إلى هذا التهويل والكلام الشعري الخيالي الذي أظهر به هذا الرجل تلك المواكب بمظهر فئات متعادية بينها ثارات أو ألف هنات قد خرجت لأخذ الثار وإبادة بعضها بعضاً، لاشكّ أنّه عند التقائها تكون الملحمة العظمى التي تكثر بها القتلى والجرحى من الفريقين، الذين هم في الحقيقة (ثوّار)، سمّوا أنفسهم بالمعزّين، وقائمون بأكبر ثورة دمويّة يسمّونها بالعزاء.

غفرانك اللهمّ من عاقبة هذه السفسطة، التي لامقيل لها في ظلّ الحقيقة أبداً.

لا أقول: إنّ المضاربة والمنازعة والجرح لم تحدث في موكب أصلاً، بل ربّما يتّفق بالسنة أو بالأكثر حدوث ذلك مرّة واحدة في بلدة أو بلدتين لا أكثر، وذلك ممّا لا يخلّ بمسنونيّة تلك المواكب المقدّسة.


[1] صولة الحقّ على جولة الباطل (المطبوعة ضمن هذه المجموعة) ١: ١٩٠.

[2] أي في سنة ١٣٤٤ هـ ، لأنّ تاريخ تأليفه لهذه الرسالة وطبعها هو سنة ١٣٤٥ هـ.

[3] صولة الحقّ على جولة الباطل (المطبوعة ضمن هذه المجموعة) ١: ١٩٠.

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست