responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 348

لأصواتهنّ الرقيقة و...

ومع هذه الإضافات نقول: لايجهل أحد من أهل العلم أنّ ترتّب بعض المحرّمات أحياناً على خروج المواكب لايقدح برجحانه البتّة.

إنّ المحرّم المقارن ما لم يكن لازماً لذات الواجب أو عنواناً ثانويّاً يتعنون به ذلك الراجح، لايوجب حرمته ولا مرجوحيّته.

ولو كانت الأعراض المفارقة الاتفاقية في مورد اقترانها بالراجح توجب مرجوحيّته، لحرمت الصلاة في بعض الصور، ومنع الحجّ، ولكان المنع من زيارة ذلك الشهيد الأعظم الكريم على الله تعالى أولى بالمنع، لما فيها من مزاحمة النساء للرجال، وبروزهن في وسط تلك المشاهد الشريفة المقدّسة مكشّفات الوجوه، بل كثيراً ما يحدث فيها تخاصم فئتين متعاديتين جمعتهما البلدة للزيارة، بحيث يحدث من خصامهم الضرب المؤلم والجروح الدامية، بل إزهاق النفوس البريئة، ولا شكّ أنّ ما يحدث من مضاربة ومقاتلة في الزيارات أكثر ممّا يحدث في المواكب التي تكون مرّة واحدة في السنة.

عجباً! كيف يعدّ هذا الرجل الشخوص من البلدان النائية للزيارة، وبذل الأموال الطائلة في سبيلها، من الشعائر المذهبيّة التي يجب تعظيمها، ويجعلها من مظاهر المودّة في القربى التي ندب إليها الكتاب والسنة، ورفع شأنها إذ جعلها جزاء للنبي الأعظم على تبليغه عن الله جلّ شأنه، ولا يعدّ من ذلك هذه المواكب السائرة، مع اشتراك الجميع في المسنونيّة بالذات وفي ترتّب المحرّمات من غير فرق بينهما أصلاً؟!

لعمري إنّ اختراق تلك المواكب المشجية للشوارع، واجتماع الجماهير من النساء والرجال - مسلمين وغيرهم - للنظر إليها، هو أبلغ في إظهار مظلوميّة سيّد الشهداء التي سنّ البكاء عليه لأجلها; لأنّ به تتأثر قلوب جميع الفرق بنفس الأثر

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست