اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 281
مثل هذه التصدية[1] والمُكاء[2]، ولا يمتعض[3] أو يتمعّر[4] من تقدير نابغة من نوابغ قومه على فضيلة جديرة بالتقدير وإن خالفه بالنحلة والمذهب.
فهذا السموأل[5] حيث وافقنا بالقوميّة العربيّة وإن خالفنا بالنحلة الدينية، نقدّر وفائه المشهور، حتّى اُقيمت له رواية تمثيليّة في بعض مدارسنا النجفيّة.
ثمّ إنّ الجريدة لم تقنع بذلك حتّى زادت في الطين بلّة، وفي الطُنبور[6] نغمة، فقالت : «إنّني استفظع هذه المواكب، كما استفظع أعمال الوهّابيّين في الحجاز».
فليتها ضربت صفحاً، وطويت كَشْحَاً[7]، عن ذلك التشبيه الهائل، الآخذ بضبع التطرّف والتزلّف والتمايل عن قيل الحقّ إلى الباطل، فاكتفت بما زخرفته من قوارع كلامها التي أسكتت لهول دويّها الأسماع، فأينَ الصلاح والإصلاح اللذان سعت الجريدة بتمام سعيها إليهما، وأوقفت حياتها عليهما؟ فعليها وعلى صلاحها وعلى إصلاحها السلام.
[1] الصَدَى : الذي يُجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها. الصحاح ٦ : ٢٣٩٩ «صدى».
[5] قال السيوطي في شرح شواهد المغني ٢ : ٥٣٥: السَمَوْأل، بفتح المهملة والميم وسكون الواو وبعدها همزة مفتوحة ولام: اسم عبراني، وقيل: عربي مرتجل، وهو منقول من اسم طائر، واسمه فعوعل بن عريض بن عاديا ـ بالمد والقصر ـ ابن قبا. والسموأل بن غريض بن عاديا اليهودي، صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيماء، وبه يضرب المثل بالوفاء; لأنّه أسلم ابنه ولم يخن أمانته في دروع أودعها عنده امرؤ القيس لمّا صار إلى القسطنطينية يطلب منه معونة القيصر، وقد توفّي نحو سنة ٥٦٠ . انظر : الأغاني ٢٢: ١٢٢، العقد الفريد ١ : ٩٣، الجامع في تاريخ الأدب العربى : ٢٨٢.