اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 279
وتزويراً ـ استنكارَ الإتيان بتلك المشروعات الراجحة والنهي عنها، وهي بمرأى منهم ومسمع ومنتدىً ومجمع، لم يَفه[1] أحد منهم بكلمة، ولم ينبس ببنت شفة[2].
كيف، وهذه فتاواهم بين يديك معربةً عمّا قلناه، مصرحةً في ما ادّعيناه، فإليك اللهمّ نبرأ من هذه الفريّة، الذاهبة بالعار والويلات على مفتريها.
ثمّ إنّ الجريدة بعد ما خلطت الحابلَ بالنابل[3]، ونقضت ما أبرمَت[4]، وحرّمت ما حلّله الشرع ورجّحه اجتهاداً في مقابلة النصّ، دخّلت المسألة في صورة سياسيّة، وتحكّكت تحكّكَ العقرب بالأفعى[5] فكانت كالساعي إلى حتفه بظلفه[6]، فقالت ـ بعد أن ذكرت أنّ اُمنيتها الوحيدة هي إعلاء كلمة الإسلام، وإزالة التعصّب المذهبي ـ : «إنّ هذه المواكب هي عامل من عوامل التفرقة ورمز يشير إليها».
ولم تحسّ ولم تبصر ـ ولا عجب، فإنّ حبّ الشيء يعمي ويصمّ ـ أنّ الحسين بن علي(عليهما السلام) مجمع علاقات وانتسابات لكثير من العالم البشري، فالعربي يتعلّق به وينتسب إليه بعربيّته وإن جحدَ رسالة جدّه ودعوته، والمسلم بسائر ملله
[1] أي لم ينطق بكلمة، والفوهُ : هو الفَمُ، والجمع أفواهٌ، وفاه بالكلام يفوه : لفظ به. الصحاح ٦: ٢٢٤٤ آ ٢٢٤٥ «فوه».
[2] أي لم يتكلّم بكلمة واحدة. الصحاح ٣ : ٩٨١ «نبس».
[3] الحابِلُ : الذي يَنصب الحِبَالَة للصيد، وفي المثل «اختلطَ الحابِلُ بالنابِل»، ويقال : الحابِلُ: السَدَى في هذا الموضع، والنابلُ : اللُحمَةُ. الصحاح ٤ : ١٦٦٥٠ «حبل».