الدليل الثاني: من السنة: والروايات الواردة في التقية كثيرة تبلغ أكثر
من سبعين رواية، ولذا لا يبعد القول بأنها متواترة إجمالاً بحيث تطمئن النفس بصدورها عن المعصومين عليهم السلام .
وبعض هذه الروايات ورد في بيان أصل مشروعية التقية، وبعضها الآخر
في بيان الحكم بالوجوب.
أما الطائفة الأولى: وهي التي يستفاد منها المشروعية فمنها:
ما ورد في صحيحة هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز
وجل: ﴿أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا﴾ ، قال: بما صبروا على التقية ﴿ويدرءون بالحسنة السيئة﴾ قال: الحسنة التقية، والسيئة الإذاعة[1] .
ومنها: صحيحة حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: التقية ترس الله بينه
وبين خلقه[2] .
ومنها: صحيحة هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ما
عبد الله بشيء أحب إليه من الخباء) ، قلت: وما الخباء؟ قال: (التقية) [3] .
ومنها: صحيحة زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: التقية في كل ضرورة،
وصاحبها أعلم بها حين تنزل به[4] .
ومنها صحيحة إسماعيل الجعفي ومعمّر بن يحيى بن سالم، ومحمّد بن مسلم، وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر عليه السلام يقول: (التقية في كل شيء يضطر إليه ابن آدم
[1] ـ وسائل الشيعة ج ١١ باب ٢٤ من أبواب الأمر والنهي الحديث ١ المكتبة الإسلامية.
[2] ـ نفس المصدر الحديث ١٢ .
[3] ـ نفس المصدر الحديث ١٤ .
[4] ـ نفس المصدر باب ٢٥ من أبواب الأمر والنهي الحديث ١ .