responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام المؤلف : المعلم، محمد علي صالح    الجزء : 1  صفحة : 42
لكفّ أذاهم وصيانة العرض منهم، ولا يعدّ هذا من الموالاة المنهي عنها، بل هو مشروع، فقد أخرج الطبراني قوله صلي الله عليه و آله: ما وقى به المؤمن عرضه فهو صدقة[1]

وقد ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام أن ما جاء به عمار بن ياسر هو عين الصواب، ففي موثقة مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام ... والله ما ذلك عليه، وما لـه إلاّ ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالإيمان، فقال لـه النبيّ صلي الله عليه و آله عندها: يا عمار إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا[2] .

وفي موثقة محمّد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : ما منع ميثم رحمه الله

من التقية، فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه ﴿إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان[3] .

وهناك روايات أخرى بهذا المضمون وسيأتي ذكر بعضها في مباحث الكتاب.

المرحلة الثانية: التقية بعد وفاة النبيّ صلي الله عليه و آله:

قلنا: إن التقية لا تخضع لزمن معين إلاّ أنها اقترنت بعد رحيل النبيّ صلي الله عليه و آله باسم أئمة أهل البيت عليه السلام وشيعتهم إلى يوم الناس هذا، ولا تحصى شواهدها كثرة، حتى أن أغلب الأزمنة التي عاشها أئمة أهل البيت عليه السلام [4] وشيعتهم كانت على التقية.

والذي نؤكد عليه ـ بعد كل ما ذكرنا ـ أن التقية لم تكن وليدة فكرة مذهبية


[1] ـ تفسير المراغي ١ : ١٣٧ الطبعة الثانية دار إحياء التراث العربي.

[2] ـ وسائل الشيعة ج ١١ باب ٢٩ من أبواب الأمر والنهي الحديث ٢ .

[3] ـ نفس المصدر الحديث ٣ .

[4] ـ كما في سكوت الإمام علي (ع) عن حقه في الخلافة مدة طويلة، وفي قضية التحكيم بعد معركة النهروان، وفي صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية بن أبي سفيان، وفي سكوت الإمام الحسين (ع) بعد شهادة الإمام الحسن (ع) في زمان معاوية، وفي ولاية العهد للإمام الرضا (ع) وغيرها من القضايا والأحداث التي عاشها أئمة أهل البيت (ع) .

اسم الکتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام المؤلف : المعلم، محمد علي صالح    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست