responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام المؤلف : المعلم، محمد علي صالح    الجزء : 1  صفحة : 41
وبلغ من المقام أن قال فيه النبيّ صلي الله عليه و آله : (عمار جلدة ما بين العين والأنف) [1]

بل جعله مقياساً للحق، فقال صلي الله عليه و آله: (تقتله الفئة الباغية) [2] الأمر الذي جعل بعضهم ينتظر شهادة عمار ليحدد موقفه يوم صفين[3] ، وقد علّل بعض الكتّاب انصراف الزبير يوم الجمل عن محاربة علي عليه السلام بأنه رأى عماراً في صفوف جيش الإمام عليه السلام فترك المعركة خوفاً من قتله[4] .

وليس غريباً أن يكون عماراً كذلك، بل الغريب أن لا يكون، فهو الذي

مُلىء حباً للحق وأهله وبذل حياته في سبيل الحق والدفاع عنه والموت دونه، وقد لاقى من الشدائد والمحن ما اضطره إلى إعلان كلمة الكفر.

قال الزمخشري في كشافه بعد قوله تعالى: ﴿إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان : روي أن أناساً من أهل مكة فتنوا، فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه، وكان فيهم من أكره وأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد بالإيمان، منهم عمار بن ياسر وأبواه ياسر وسميّة وصهيب وبلال وخباب وسالم عذبوا، ... فأمّا عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً[5] .

وقال المراغي في تفسيره: فمن نطق بكلمة الكفر وقاية لنفسه من الهلاك

وقلبه مطمئن بالإيمان لا يكون كافراً، بل يعذر كما فعل عمار بن ياسر حين أكرهته قريش على الكفر فوافقها مكرهاً وقلبه مُلىء بالإيمان، وفيه نزلت آية: ﴿... من كفر بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ... ويدخل في التقية مداراة الكفرة والظلمة والفسقة وإلانة الكلام لهم والتبسم في وجوههم وبذل المال لهم


[1] ـ بحار الأنوار: ٣١ : ١٩٦ .

[2] ـ تنقيح المقال في علم الرجال ٢ : ٣٢١ الطبع القديم.

[3] ـ نفس المصدر: ٣٢١ .

[4] ـ الانتقال الصعب في المذهب والمعتقد: ٢٤٠ الطبعة الأولى ١٤١٤ هـ ، دار النخيل للطباعة والنشر بيروت ـ الحمرا.

[5] ـ الكشاف ٢ : ٤٣٠ دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت.

اسم الکتاب : التقية في فقه أهل البيت عليهم السلام المؤلف : المعلم، محمد علي صالح    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست