اسم الکتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية المؤلف : المدني، محمد هاشم الجزء : 1 صفحة : 79
2ـ إنّ جوّ الآيات وأغراضها لا يناسب أهل مكة، حيث كانوا مشركين، فلا معنى لطلب المودّة منهم على ما بيّناه.
الثانية: حول معنى الأجر في الآية
الظاهر من سياق الآية أنها جعلت من مودة القربى أجراً على الرسالة، والالتزام بهذا الظاهر قد يولّد شبهة في الأذهان مفادها: أن طلب الأجر على الرسالة يلزم منه محاذير، منها:
أولاً: تعارضه مع آيات وردت على لسان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بنفي الأجر مطلقاً، كما في قوله تعالى: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }[1].
ثانياً: تعارضه مع آيات وردت على لسان الأنبياء[2] نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام بنفي الأجر مطلقاً، كما في قوله تعالى: { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }[3]، ونبينا (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء وإمامهم، فهو أولى بعدم طلب الأجر.
ثالثاً: إن تبليغ الرسالة تكليف إلهي شرعي، والتكاليف لا يؤخذ عليها الأجر.
رابعاً: إنه لا يناسب شأن النبوة، لما فيه من التهمة، فإنّ أكثر طلبة الدنيا يفعلون شيئاً ويسألون عليه ما يكون فيه نفع لأولادهم وقراباتهم.
ولدفع هذه الشبهة وما يلزمها من محاذير، لابدّ من تحديد المراد من الأجر