اسم الکتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية المؤلف : المدني، محمد هاشم الجزء : 1 صفحة : 78
شبهتان حول الآية
الأولى: دعوى عدم شمول الآية للحسن والحسين(عليهما السلام) لكونها مكية
قيل: إنّ هذه السورة مكية، والحسن والحسين (عليهما السلام) ولدا في المدينة، فكيف تكون شاملة لهما؟
وللجواب عن هذه الشبهة نذكر النقطتين التاليتين:
1 ـ إن المتخصّصين في دراسة علوم القرآن اتفقوا على أنّ هناك آيات مكية في سور مدنية وبالعكس، وذكروا لهذا أمثلة كثيرة، فإنك لو راجعت إتقان السيوطي لوجدت الكثير مما يؤيد ذلك من أقوال العلماء، ومنها: قول البيهقي في (الدلائل): إنّ في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة، فألحقت بها، وكذا قال ابن الحصار[1]، ونفس الكلام تجده عند الزركشي في (البرهان)، وقد أفرد لها عنواناً رئيساً: الآيات المدنيات في السور المكية، والآيات المكيات في السور المدنية[2].
أما في الآيات مورد البحث فقد صرّح العلماء بأنها آيات مدنية في سورة مكيّة، من هؤلاء القرطبي حيث قال: سورة الشورى مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس وقتادة: إلاّ أربع آيات منها أُنزلت بالمدينة: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } إلى آخرها[3].
ومنهم أيضاً الطاهر بن عاشور، والنيسابوري، ونور الدين الهيثمي[4] وغيرهم.