اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 137
لم يؤثّر على سير بقية أفلاك المجموعة الشمسية: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [1] .
فنقول للمنكرين الذين أعجزهم الجهل وعدم الإيمان بحدوث انشقاق القمر: ما بالكم تنكرون آية دلّ القرآن الكريم عليها، كما مرّ في المعجزة الخالدة هي الحجة الشاهدة، بحجة أنّ الإنشقاق فيه خرق وثم التئام، وهذا حدث عظيم ينبغي أن يراه العالم، وأن يكتبه المؤرّخون من سائر الأمم وأن .. وأن …
نقول لهم: أيّها النفاة اتحدّوا وأعدّوا، وأنّى لكم وأنتم بين مشرّق ومغرّب، على اختلاف الزمان والمكان، وعلينا أن نجمع شتاتكم ونعرّف فئاتكم كما نعرض فُتاتكم .
من هم النفاة ؟
يمكننا أن نجعلهم فريقين يتجاذبان الإنكار، ولكن كل فريق يحطب بحبله، ويخطب بعقله .
فالفريق الأول: ويمثّله الحسن البصري، وعطاء المكي، ومقاتل بن سليمان البلخي، فهؤلاء أوائل الذين أساؤوا فهم لغة القرآن، ولم يستضيئوا بنور العلم من معدنه، فقالوا في تفسير الآية الكريمة: (اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) إنّ الإنشقاق سيحصل عند قيام الساعة، وهو من أشراطها، وأنّ الآية الكريمة وإن جاءت بلفظ الماضي، لكنها أرادت المستقبل.
ومعنى (انشقّ) سينشق، فالآية غير دالّة على تحقيق الوقوع، وهذا ما حكاه عنهم غير واحد من المفسّرين، وقد ردّوه عليهم ردّاً بليغاً، سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى .
وقد وجدت لهم تبعاً في زلل هذا القول هو الحليمي، وقد حكاه عنه الرازي في كتابه