اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 136
هكذا رأي الهيئة القديمة التي نسبت إلى بطليموس، وتابعه عليها من تابعه ممن قال باستحالة الآيات الكونية، ومنها انشقاق القمر وأعطف عليه ردّ الشمس، بناءً على هذه المقالة الفاسدة .
أما اليوم والعلم الحديث بلغ مبلغاً في الكشف العلمي بقوة غزا الكواكب بها حتى نفذ إلى أقطار السماوات بسلطانه، فأدرك بعض أسرار الإعجاز القرآني في آياته البيّنات نحو قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) [1] .
وأدركوا أنّ الفضاء لا نهاية له وهو في اتساع، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) [2].
وقد توصّل العلماء إلى أنّ المجموعة الشمسيّة التي كوكب الأرض وكوكب القمر من توابعها ولها توابع نحوهما، إنّما هي إحدى مجموعات كثيرة وكبيرة من شموس أُخرى، وكوكب القمر في مجموعتنا الشمسية هو أقرب كواكبها الأخرى إلى الأرض، وتلك كواكب على غرار كوكبنا الأرضي في تابعيته للشمس، وإن اختلف شكلاً وحجماً وحركةً وقرباً وبعداً من الشمس.
كما توصّل العلماء عن طريق الأجهزة المتطوّرة أنّ بعض الكواكب سبق لها في الماضي السحيق أن حدث فيه انفجارات لا تزال أجزاء ما تناثر منه تسبح في الفضاء اللامتناهي نتيجة ذلك الإنشطار، وربما بعضها اتخذ مداراً حول شمسنا بفعل الجاذبية منها، وهذا كله