responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 331

قال البخاري في صحيحه: ((أخبرنا شعيب أبو اليمان عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدّثين الّذي يحدّثون عن أهل الكتاب وإن كنّا مع ذلك لنبلوا عليه بالكذب!!))[1]

مع العلم أنّ معاوية كان قد جعل كعباً من بطانته، كما تقدّم ذكره إلا أنّه ـــ كما يبدو ـــ أنّ سمة الكذب عند كعب كانت غالبة بحيث لا يقدر على إخفائها أو التغاضي عنها أقرب المقّربين إليه!!

وأيضاً كذّب كعباً عمرو بن العاص، وفي هذا يروى أنّ ابن العاص مرّ على كعب الأحبار فعثرت به دابته فقال: يا كعب أتجد في التوراة أنّ دابتي تعثر بي؟![2]

ومن المحدّثين كذّبه ابن كثير في تفسيره: قال ـــ فيما جاء ذكره عن قصة ملكة سبأ مع سليمان بواسطة الأخبار الإسرائيلية ـــ ما نصّه: ((والأقرب في هذه السياقات أنّها متلقاة عن أهل الكتاب ممّا وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمّة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب ممّا كان وممّا لم يكن وممّا حرّف وبدّل ونسخ، وقد أغنانا الله بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنّه واتهمه أبوذر باليهودية))[3].

وقال ابن خلدون في مقدّمته، في معرض كلامه عن التفسير النقلي، وأنّه يشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود: ((والسبب في ذلك أنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنّما غلبت عليهم البداوة والأميّة، وإذا تشوّقوا إلى معرفة شيء ممّا تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود، فإنّما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدون منهم، وهم أهل


[1] صحيح البخاري 8: 160.

[2] الإيضاح: 87.

[3] تفسير ابن كثير 3: 379.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست