responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 304

قال: ((سمعت أبا الطفيل يقول رأيت المسيب بن نجبة أتى به مُلبّبة - يعني ابن السوداء - وعليّ على المنبر. فقال عليّ: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله))[1]. وروى أيضاً من طريق شعبة عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب: ((قال عليّ بن أبي طالب: (ما لي ولهذا الحميت[2] الأسود)، يعني عبد الله بن سبأ، وكان يقع في أبي بكر وعمر))[3].

نقول: أمّا الرواية الاُولى، إن غضضنا النظر عن سندها فهي لا دلالة فيها على أنّ ابن السوداء المذكور فيها هو عبد الله بن سبأ، فإنّ هذا اللفظ (ابن السوداء) كان يعيّر به من كانت أمّه سوداء، ولعلّه عبد الله بن وهب الراسبي، الّذي كان من رؤوس الخوارج من الّذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، فإنّه كان يعيّر بهذا اللفظ أيضاً[4]، وصفاتهم معروفة، والخلاف بينهم وبين أمير المؤمنين(عليه السلام) وأتباعه معلوم مشهور، مع ملاحظة أنّ الراوي المشاهد للحدث وهو الصحابي أبو الطفيل، والفاعل له، أي: الآخذ بتلابيب ابن السوداء، وهو المسيّب بن نجبة، كلاهما من المعروفين بتشيّعهم وولائهم لعليّ(عليه السلام)[5].


[1] تاريخ مدينة دمشق 29: 7.

[2] الحميت: الزق، المشعر الّذي يجعل فيه السمن، ووقع في مختصر ابن منظور 12: 222: الخبيث.

[3] تاريخ مدينة دمشق 29: 7.

[4] اُنظر: بحار الأنوار 32: 354.

[5] ذكر ابن حجر في مقدّمة (فتح الباري): 410: ((قال ابن عدي: لأبي الطفيل صحبة وكان الخوارج يرمونه باتصاله بعليّ وقوله بفضله وفضل أهل بيته وليس بحديثه بأس..وقال صالح ابن أحمد بن حنبل عن أبيه: مكي ثقة، وكذا قال ابن سعد وزاد: كان متشيّعاً)) (انتهى)...أمّا المسيب بن نجبة فهو ممّن شهد مشاهد أمير المؤمنين (عليه السلام) كلّها، وخرج مع سليمان بن صرد الخزاعي سنة 65هـ للطلب بثأر الحسين (عليه السلام) فاستشهد هناك. اُنظر ترجمته في: الطبقات الكبرى 6: 216، وتهذيب الكمال 27: 590.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست