responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 264

الروايات متوكئة على سيف، وهو كإخباري لا يتمتع بالثقة نفسها الّتي يتمتع بها الآخرون، ممّن اعتمد الطبري على رواياتهم، ما يدعونا إلى الحذر من ركام الروايات لدى هذا المؤرّخ، حيث انصبت غزيرةً في مكان، وتخلخلت حتّى الرواية الوحيدة, بل المبتسرة في مكان آخر.. وبالعودة إلى رواية سيف عن ابن سبأ، فإنّنا لا نعثر فيها إلا على القليل جدّاً من سيرة هذا الرجل: نشأة وسلوكاً وتوجهات، قبل أن يبرز فجأة في ذلك الدور المنسوب له، مخترقاً وعلى نحو غير مألوف، البنية الفكرية والسياسية للمسلمين في (المدينة) والأمصار. فقد اكتفت الرواية بوصفه أنّه: كان يهودياً من أهل صنعاء، أمّه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثمّ تنقّل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثمّ البصرة، ثمّ الكوفة (ويذكر الكاتب هنا تمام الرواية الّتي مرّ ذكرها سابقا[1] ليقول بعدها:) ولكنّ المؤرّخ لا يدع هذه الرواية قبل أن يجابه أسئلة لابدّ من طرحها في هذا السياق:

1ـ كيف استطاع هذا الرجل، وهو حديث العهد جدّاً بالإسلام، أن يصل على ذلك النحو من السرعة إلى الموقع الّذي صار إليه، متحدّثاً بأمور تمسّ عمق المعتقد الديني، وبالتالي الانتقال بالسرعة نفسها إلى قيادة التيار المناهض للخليفة على كامل مساحة الدولة الراشدية.

2 ـ هل كان ابن سبأ يقوم بهذه الحركة بحافز إصلاحي، أم بحافز تضليلي، انطلاقاً من خلفيّته اليهودية؟ واستطراداً، هل كان يتحرك عبر قناعات خاصة به، أم بفعل قوة خفية كانت تخطط وراءه وتدفع به إلى الواجهة؟

3 ـ علاقته بعليّ! كيف بدأت؟ ولماذا كان الانحياز له؟ هذا ما تجاهلته رواية سيف، ولم تلمح إليه أية رواية أخرى. فقد كان لعليّ أنصار كثيرون، متحمّسون


[1] اُنظر تاريخ الطبري 3: 379.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست