responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 262

التوثيق والتضعيف لم يعد الصدق والكذب وإنّما (المصالح) و(الظروف الراهنة) و(الحاجة الملحّة)!! وهذا المنهج ـــ للأسف ـــ منهج انهزامي، ولو علم هؤلاء أنّنا نستفيد من أخطاء سلفنا مثلما نستفيد من صوابهم لما فعلوا هذا الفعل!! فإنّ مرحلة التحليل واستخلاص العبر تأتي بعد مرحلة التصنيف ومعرفة الصحيح من الضعيف، لكنهم قدّموا جانب مرحلة (التحليل) على (مرحلة التصنيف) بل على مرحلة (الجمع)، وأرادوا أن يحرمونا - كما حرموا أنفسهم - من الاستفادة الكبيرة من تاريخنا بهذه الأحكام المسبقة الانهزامية الّتي يصدرونها)).

يقول الشيخ المالكي: ((ومن تتبّع روايات سيف بن عمر وجد فيها تناقضات عجيبة لا داعي لاستطرادها لكنني سأذكر أمثلة سريعة فقط فمنها: المثال الأوّل: أنّه يروي أنّ عبد الله بن سبأ نشر فكرة (الوصية) لعليّ بن أبي طالب, ثمّ يروي أنّ أهل البصرة عندما خرجوا كانوا يشتهون طلحة, أمّا أهل الكوفة فكانوا يشتهون الزبير, وأهل مصر يشتهون عليّأً!!

وهذا يتناقض مع فكرة (الوصية) لأنّ عبد الله بن سبأ لو بثّ فكرة الوصية لعليّ وتأثّر الناس بها فلماذا اختار أتباعه بالبصرة والكوفة غيره؟! مع أنّ ابن سبأ لم يدّع بـ (الوصية) للزبير ولا لطلحة؟! فهذا تناقض.

مثال ثان: يروي سيف أنّ أتباع عبد الله بن سبأ قاموا بالوشاية في مصر بين عمرو بن العاص وابن أبي سرح حتّى عزل عثمان عمرو بن العاص سنة سبع وعشرين بينما يروي سيف نفسه أنّ ابن سبأ لم يدخل مصر إلا سنة خمس وثلاثين!! ويروي سيف في رواية ثالثة أنّ عبد الله بن سبأ لم يسلم إلا نحو عام 33هـ !! وذكر في رواية رابعة أنّ ابن سبأ أضل أبا ذر عام 30هـ !!! فروايات سيف هنا يلعن بعضها بعضاً، فإذا كان عبد الله بن سبأ لم يسلم إلا سنة 33هـ ، فهل هو من العبقرية بحيث استطاع في سنتين فقط أن يناطح بين الصحابة؟! هل الصحابة بهذا الغباء؟! هل ابن سبأ هو سبب الفتنة الوحيد؟! إذا كان كذلك لماذا لم يحذّر منه النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولم يخبر به كما

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست