responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 209

من مسلمة الفتح ـــ أي: من الّذين أسلموا يوم فتح مكة ـــ[1] , وقد جاء فيه من الآيات الذامّة ما تقدّم.

ومن الثابت أيضاً أنّ عثمان لم يعزل سعداً لعجز أو خيانة...فها هو ابن مسعود، وهو من أجلاء الصحابة، يأتي ويلقي مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة بعد توليته الكوفة ويقول له: ((من غيّر غيّر الله ما به، ومن بدّل أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم ـــ يعني عثمان ـــ إلا وقد غيّر وبدّل، أيُعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويولّى الوليد؟!)).

وأيضاً، كان ابن مسعود يتكلم في هذا الجانب بكلام لا يدعه، إذ كان يقول: ((إنّ أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمّد(صلى الله عليه وآله)، وشر الأمور محدثاتها، وكلّ محدث بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار))[2].

وأمّا السبب الذي جعل ابن مسعود ينقم من الوليد بن عقبة ويبلغ الأمر به حدّ المواجهة بينهما أنّ: ((الوليد لمّا قدم الكوفة ألفي ابن مسعود على بيت المال فاستقرضه مالاً - وقد كانت الولاة تفعل ذلك ثمّ ترد ما تأخذه - فأقرضه عبد الله ما سأله، ثمّ إنّه اقتضاه إيّاه, فكتب الوليد في ذلك إلى عثمان, فكتب عثمان إلى عبد الله ابن مسعود: إنّما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال. فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال: كنت أظن أنّي خازن المسلمين فأمّا إذ كنت خازناً لكم فلا حاجة لي في ذلك، وأقام بالكوفة بعد إلقائه مفاتيح بيت المال))[3].

وتذكر في هذا الجانب أيضاً, أي: في اختلاف المسؤولين عن بيت المال مع ولاة عثمان، قصصاً أخرى مشابهة لقصة ابن مسعود هذه، نذكر منها هذه القصة التي جرت مع عامل صدقات سوق المدينة، ولكن هذه المرّة كانت المواجهة مع عثمان


[1] اُنظر ترجمته في الاستيعاب 4: 1552.

[2] أنساب الأشراف 6: 146.

[3] أنساب الأشراف 6 :140.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست