responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 179

فوقف عليه وقال له: (رحمك الله يا زيد، فوالله ما عرفناك إلا خفيف المؤنة، كثير المعونة). قال: فرفع إليه رأسه فقال: وأنت يرحمك الله، فوالله ما عرفتك إلا بالله عالماً، وبآياته عارفاً، والله ما قاتلت معك عن جهل ولكن سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (عليّ أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وإن الحقّ معه، ألا وإنّ الحقّ معه يتبعه، ألا فميلوا معه)[1]. رحم الله زيداً وأسكنه الجنّة مع إمامه أمير المتّقين(عليه السلام).

وبهذا التابعي الجليل نكتفي بذكر هذه النخبة المباركة من سادات التابعين، بعد أن ذكرنا قبلهم نخبة مباركة من سادات الصحابة الّذين عُرفوا بولائهم وتشيّعهم لأمير المؤمنين(عليه السلام) في حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وبعد وفاته أيضاً، وقد كان ذلك منهم امتثالاً لأوامره(صلى الله عليه وآله) الّتي صدح بها منذ بداية البعثة في يوم الدار عند نزول آية الإنذار[2] إلى يوم الرزية[3], أي: قبل التحاقه(صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى ببضعة أيام. فإنّ تشيّع هؤلاء الصحابة الأبرار المار ذكرهم ـــ وهناك الكثير من الصحابة والتابعين غيرهم[4]ـــ وتشيّع التابعين يدحض دعاوى المدّعين بأنّ التشيّع ظهر متأخّراً وبفعل عوامل سياسية ليس للشارع دخل فيها، ونقول لهؤلاء المدّعين هنا كما قال المولى سبحانه: {وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى}[5].


[1] المناقب للخوارزمي: 177 يرويه عن ابن مردويه.

[2] وهي قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (الشعراء، الآية 214) وقد تقدّم بيانه في أوّل الكتاب.

[3] وهو اليوم المعروف برزية يوم الخميس، اُنظر صحيح البخاري 4: 31 باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، 4: 66 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، 5: 137 باب مرض النبيّ ( صلى الله عليه وآله) ووفاته...وقد تقدّم الحديث عن هذه الرزية عند ترجمتنا لجانب من حياة ابن عباس، فراجع ثمة.

[4] بالإمكان مراجعة كتاب (الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة) للسيد علي خان المدني للاطّلاع على طبقات الشيعة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.

[5] سورة طه, الآية 61.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست