responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 170

قال ابن أبي الحديد المعتزلي: ((كان كميل من صحابة عليّ(عليه السلام) وشيعته وخاصته، وقتله الحجاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة، وكان عامل عليّ(عليه السلام) على هيت))[1]. وعن ابن حجر في (الإصابة): ((قال جرير عن مغيرة: طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه, فحرم قومه عطاءهم, فلمّا رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم فخرج إلى الحجاج, فلمّا رآه قال له: لقد أحببت أن أجد عليك جميلاً, فقال له كميل: إنّه ما بقي من عمري إلا القليل فاقض ما أنت قاض فإنّ الموعد الله, وقد أخبرني أمير المؤمنين عليّ أنّك قاتلي قال: بلى, قد كنت فيمن قتل عثمان اضربوا عنقه, فضربت عنقه))[2]. وهذه الدعوى من الحجاج على كميل لم يأت عليها ببيّنة, وإنّما كانت طريقة له معروفة في ملاحقة أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) وقتلهم. ويكفينا هنا أن نذكر ما نقله الأوزاعي عن عمر ابن عبد العزيز بحقّ الحجاج حين قال: ((لو جاءت كلّ أمّة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم))[3]. وعن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال: ((ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج))[4]... نقول: فأنّى للحجاج الخبيث الفاسق المرتكب للحرمات أن يقيم الحقّ أو يبطل الباطل بدعواه المتقدّمة! !

وبهذه الخاتمة كانت شهادة هذا العبد الصالح الموالي لأمير المؤمنين(عليه السلام) على يد أخبث الخلق، وهذه الشهادة ـــ في الواقع ـــ تعدّ من أشرف الشهادات، لأنّ المؤمن يخشى أن يبتلى بدمه إنسان شريف، وكما قال نافع بن هلال البجلي ـــ أحد أصحاب الحسين(عليه السلام) ـــ لقاتله شمر بن ذي الجوشن (وهو من شرار خلق الله): ((أما


[1] شرح نهج البلاغة 17: 149.

[2] الإصابة 5: 485.

[3] تاريخ مدينة دمشق 12: 186، تهذيب التهذيب 2: 185، البداية والنهاية 6: 267.

[4] البداية والنهاية 6: 267.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست