responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 169

أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، ها أنّ ها هنا ـــ وأشار بيده(رضي الله عنه) إلى صدره ـــ علماً لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه يستعمل آله الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقاداً لأهل الحقّ لابصيرة له في إحيائه, يقتدح الشك في قلبه بأوّل عارض من شبهة، اللّهمّ لا ذا ولا ذاك، أو منهوماً باللذة, سلس القياد للشهوات، أو مغري بجمع الأموال والادخار, ليسا من دعاة الدين، أقرب شبهاً بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللّهمّ بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجّة لئلا تبطل حجج الله وبيّناته، أولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً، بهم يدفع الله عن حججه حتّى يؤدّوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، تلك أبدان أرواحها معلّقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه، هاه هاه، شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم))[1].

وهذا الأثر المبارك رواه جماعة من الحفاظ والمحدّثين، قال ابن كثير في (البداية والنهاية): ((وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين, وله الأثر المشهور عن عليّ بن أبي طالب الّذي أوّله: (القلوب أوعية فخيرها أوعاها) وهو طويل، وقد رواه جماعة من الحفاظ الثقات, وفيه مواعظ وكلام حسن رضي الله عن قائله))[2].

قصة استشهاده

(قُتل هذا التابعي الجليل بسبب تشيّعه وولائه لأمير المؤمنين(عليه السلام))!


[1] تذكرة الحفاظ 1: 11.

[2] البداية والنهاية 9: 57، وانظر: كنز العمال 10: 262 يرويه عن ابن الأنباري في المصاحف والمرهبي في العلم ونصر في الحجة وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر، تاريخ بغداد 6: 376، تاريخ مدينة دمشق 14: 17، 50: 251، شرح نهج البلاغة للمعتزلي 18: 346، المعيار والموازنة: 79، تهذيب الكمال 24: 219.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست