responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 166

وتوجد هناك العشرات من الروايات الواردة في هذا المضمون الّتي يمكن للقارئ متابعتها والاطّلاع عليها[1].

أويس القرني من شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)

ذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق): ((أنّ أويس القرني عندما شهر باسمه عمر بن الخطاب وكان يطلبه هام على وجهه، ولم يوقف له بعد ذلك أثر دهراً، ثمّ عاد في أيام عليّ(رضي الله عنه)، فاستشهد معه بصفين، فنظروا، فإذا عليه نيف وأربعون جراحة))[2].

فمن هذه الرواية، وغيرها من الروايات نلاحظ أنّ هذا الرجل العظيم الّذي بشّر به النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وأخبر المسلمين عن منزلته وماله من الشأن في الدنيا والآخرة، والّذي كان لا ينطق بكلمة (غفر الله لك) في غير محلّها. يذكر نقلة الآثار عنه أنّه قد اعتزل الخلفاء قبل عليّ(عليه السلام) ولم يشارك في غزواتهم، إلا أنّه عند تسلّم الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) زمام الأمور يقبل على أمير المؤمنين(عليه السلام) ليقدّم نفسه كفدائي بين يديه,وهذا الفعل من أويس ـــ وهو خير التابعين ـــ عبرة بالغة لمن أراد الاعتبار بها والاستفادة منها في دنياه وآخرته.

روى الحاكم في مستدركه عن أبي مكين قال: ((رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجدهم هذا يصلّون ويقرؤن في مصاحفهم فآتي غداءهم وعشاءهم ها هنا حتّى يصلوا الصلوات قالت: وكان ذلك دأبهم ما شهدوا حتّى غزوا، فاستشهد أويس وجماعته من أصحابه في الرجالة بين يديَّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين))[3].

وأيضاً روى الحاكم في مستدركه من طريق الأصبغ بن نباته، قال: ((شهدت عليّاً يوم صفّين يقول من يبايعني على الموت، فبايعه تسعة وتسعون رجلاً فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صوف، محلوق الرأس فبايعه على القتل، فقيل: هذا أويس القرني، فما زال يحارب حتّى قتل))[4].

وقد أصبح أويساً (رضوان الله عليه) في جيش عليّ(عليه السلام) علامة أخرى من علامات الهدى الّتي اشتمل عليها هذا الجيش المبارك، يميّز به الناس ـــ من الّذين اشتبهت عليهم الأمور ــ الحقّ من الباطل.

روى أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه ـــ واللفظ له ـــ والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وابن سعد في الطبقات: عن يزيد بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ((لمّا كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب عليّ: أفيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم، فضرب دابته حتّى دخل معهم، ثمّ قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (خير التابعين أويس القرني)))[5].

وممّا يجدر ذكره هنا أن نعرف بأنّه قد شهد مع عليّ(عليه السلام) يوم صفين من صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمانون بدرياً، وخمسون ومائتان ممّن بايع تحت الشجرة[6]،


[1] اُنظر: سير أعلام النبلاء 4: 32، المستدرك على الصحيحين 3: 457، مصنف بن أبي شيبة 7: 539، كنز العمال 12: 75، 76، تاريخ الإسلام 3: 558، ميزان الاعتدال 1: 282، لسان الميزان 1: 474.

[2] سير أعلام النبلاء: 4/ 32، تاريخ مدينة دمشق: 9/ 434.

[3] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين: 3/ 461، ولم يتعقبه الذهبي بشيء.

[4] المستدرك على الصحيحين 3: 455 وصححه، الإصابة 1: 361.

[5] مسند أحمد 3: 480، المستدرك على الصحيحين 3: 455، سير أعلام النبلاء 4: 31، الطبقات الكبرى 6: 163، مجمع الزوائد 10: 22 قال: رواه أحمد وإسناده جيد، الإصابة 1: 360.

[6] اُنظر المستدرك على الصحيحين 3: 112.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست