يقل ضمّني. وفي حديث آخر: وزده علماً وفقهاً في الدين. قال أبوعمر: وكلّها أحاديث صحاح))[1].
وقد كانت لابن عباس(رضي الله عنه) منزلة خاصّة عند أكابر الصحابة لفقهه وعلمه، وسعة اطّلاعه, قال الحاكم في (المستدرك): ((عن الزهري: قال المهاجرون لعمر بن الخطاب: ادع أبناءنا كما تدعو ابن عباس قال: ذاكم فتى الكهول إنّ له لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً))[2].
وقال ابن عباس: ((كان عمر بن الخطاب يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)))[3].
وقد جاء على لسان الصحابة والتابعين في حقّ ابن عباس ما يدلّ على عظيم شأنه وسموّ منزلته:
قال ابن سعد في (الطبقات): ((عن يعقوب ابن زيد عن أبيه قال: سمعت جابر ابن عبد الله يقول حين بلغه موت ابن عباس وصفق بإحدى يديه على الأخرى: مات أعلم الناس وأحلم الناس, ولقد أصيبت به هذه الأمّة مصيبة لا ترتق)).
وروى ابن سعد أيضاً: ((عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال: لمّا مات ابن عباس قال رافع بن خديج: مات اليوم من كان يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم))[4].
وعن عطاء بن أبي رباح، قال: ((ما رأيت مجلساً أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده يصدرهم كلّهم من واد واسع))[5].