8 ـ عبد الله بن عباس

حبر الأمّة، وترجمان القرآن، دعا له رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يفقّهه الله في الدين ويعلّمه التأويل, تكلّم يوماً وهو في الموسم فافتتح سورة النور فجعل يقرأ ويفسّر فانبهر له الناس، وقال البعض: ((ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، لو سمعته فارس والروم لأسلمت))[1].

قال عنه الذهبي في (تذكرة الحفاظ): ((عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، الإمام البحر[2]، عالم العصر، أبو العباس الهاشمي، ابن عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)...مات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولعبد الله ثلاث عشرة سنة[3]، وقد دعا له النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يفقّهه في الدين, ويعلّمه التأويل))[4].

وقد ورد في ذكر دعاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) له بالتفقه في الدين والعلم روايات كثيرة نقلها الحفاظ والمحدّثون في كتبهم :

قال الطبري في (ذخائر العقبى) في بيان ذكر دعاء النبيّ(صلى الله عليه وآله) لابن عباس: ((عن ابن عباس قال: ضمّني رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليه وقال: اللّهمّ علّمه الحكمة. خرّجه الترمذي وقال: حسن صحيح, والبغوي في معجمه وأبو حاتم، خرّجه البخاري وقال: ضمّني إلى صدره، وفي رواية: اللّهمّ علّمه الكتاب، وخرّجه أبوعمر وزاد: تأويل القرآن ولم

[1] المستدرك على الصحيحين 3: 614 كتاب معرفة الصحابة، ذكر عبد الله بن عباس.

[2] قال ابن حجر في (الإصابة) 1: 88: (سمّي بحراً لسعة علمه وكثرته، وممّن سمّاه بذلك أبو الشعثاء جابر بن زيد أحد التابعين ممّن أخذ عنه، ووصفه بالبحر ثابت في صحيح البخاري) (انتهى).

[3] وفي بعض الروايات عن ابن عباس نفسه: توفي النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأنا ابن خمسة عشر، كما في المستدرك على الصحيحين 3: 614.

[4] تذكرة الحفاظ 1: 40.